مسلسل رقم مجهول هو مسلسل مصري عُرض في السباق الرمضاني ٢٠١٢ وعلى الرغم من مرور كل هذه الفترة على عرض المسلسل، إلا أنه لا يزال صالح للعرض حتى اليوم. نتيجة عناصر تكوينه القوية والتي أسست لنمط جديد في الدراما الرمضانية هو الأعمال القائمة على الغموض والاثارة، بعد سيطرة شبه تامة من السنوات الماضية من الأعمال الكوميدية والاجتماعية.

يحكي رقم مجهول عن المحامي الشاب علي (يوسف الشريف) الذي يعيش حياة هادئة، الى أن يقرر الاشتراك في مسابقة من المسابقات المنتشرة عبر الاذاعة وتشجع الناس على الاتصال برقم وترك الاجابة الصحيحة. بعدها يتلقى علي اتصالاً من رقم مجهول يدعوه لاستلام الجائزة، لكنه يجد نفسه متورطاً في جريمة قتل، وسلسلة من الأكاذيب والشكوك المستمرة على مدار ٣٠ حلقة.

فريق عمل المسلسل لم يكن من النجوم المعروفة أنذاك، ما دفعهم لزيادة مجهودهم لاحتلال الصدارة. لم يكن أمام وجوه جديدة مثل شيماء عبد القادر، رانيا شاهين، شيرين الطحان (رحمها الله) ، وغيرهم من الأسماء، الكثير ليخسروه، بالتالي وضعوا طاقتهم كاملة في الخروج بأفضل أداء تمثيلي.

على رأس هذه القائمة يأتي بطل العمل يوسف الشريف، في هذه الفترة لم يكن قد حقق الكثير من النجاحات، لكنه يملك ايمان قوي بقدرته على قلب المعادلة الفنية، من خلال تقديم عمل مختلف، راهن فيه بكل ما يملك. وأمامه في البطولة النسائية تاتي شيري عادل هي الأخرى بتاريخ فني متواضع، لكن بوجه جميل تحبه الكاميرا وقدرة عالية على التقمص.

سيناريو العمل المكتوب باحترافية من عمرو سمير عاطف، نجح في توريط المشاهد في العمل، وجعله يفكر بشك وريبة في كل الممثلين. ليحاول التفوق على الكاتب ويعرف من صاحب الرقم المجهول الذي يورط البطل في المشكلات، بينما استطاعت الموسيقى التصويرية من عمرو اسماعيل زيادة نسبة الشك أضعافاً مضاعفة، ولا يمكن تخيل نجاح المسلسل دون التيمة الموسيقية المميزة له واستغلالها البارع.

كل هذا كان ليفشل لولا المخرج أحمد نادر جلال، الذي صمم على النهج الصعب في الاخراج، وكان هذا هو العمل التليفزيوني الأول له بعد نجاحات كبيرة في السينما، فاستطاع نقل النهج السينمائي لشاشة التليفزيون، وأصر على التصوير في الأماكن الفعلية للأحداث بدلا من الاكتفاء بالجلوس في الاستوديوهات، وكانت النتيجة، أن عمل بتكلفة انتاجية قليلة نسبيا مقارنة بالأعمال المنافسة استطاع احتلال الصدارة، وتقديم أبطاله كنجوم شاشة، وكتابة اسم يوسف الشريف بحروف من نور في المنافسة الفنية.

ما رأيكم في رقم مجهول؟ وهل ترون أنه عمل صالح للمشاهدة أو اعادة المشاهدة بمعايير هذه الأيام؟