كيف يواكب عالم المسلسلات عصر السرعة؟

بمفهومنا عن المسلسلات التي تمتد لأجزاء طوال وتملؤها الدراما والحشو، قد لا يعجبنا مثل هذا النوع، خاصة فئة كبار السن التي لن تتفاعل إلا مع السرد الطويل للأحداث.

ولكن بالنسبة للجيل الصغير، أعتقد أن هذا ليس ببعيد عنه، فقد يعتبره مثل الأغاني القصيرة التي يسمعها. أما بالنسبة للمحتوى فلا أعتقد أن مثل هذا النوع سيستطيع أن يناقش مواضيع معقدة وهذه ستكون نقطة ضعفه.

محتوى هذا النوع من المسلسلات يشبه العناوين التي تكون في مقالات طويلة وغنية بالمعلومات. يعني السطحية ستغلب عليه، وهذا منطقي جدًا بالنسبة لـ Gen Z الذي يغلب على معظم من ينتمون إليه تلك الميزة بحكم ما يتعرضون إليه من مدخلات من هنا وهناك.

هل يجب على عالم المسلسلات مواكبة عصر السرعة؟

بالتأكيد، ولكن ليس بالطريقة التي تجعل هناك خلل في القدرة على فهم المحتوى أو القصة، فكثيرًا ما تكون التفاصيل شيقة وجذابة للمشاهد، ولا يعني ذلك تأييدي للحلقات الطويلة جدًا، ولكن أرى أنه لا يجب أن تقل مدة الحلقة عن 20 دقيقة حتى نتمكن من استيعاب ما يحدث ونعيش القصة مع أبطالها في حالة من الفضول والرغبة في الاستكشاف.

وما رأيك في فكرة الحلقة التي لا تتجاوز مدتها دقيقة واحدة؟

لا أتخيل فكرة وجود حلقة لا تتجاوز مدتها دقيقة واحدة! وأعتقد أنها ستختصر الأحداث بطريقة تؤثر سلبًا على فهم الجمهور للقصة بشكل عام فهي بهذا الشكل مختصرة للغاية، ويختلف ذلك تمامًا عن فكرة وجود حلقات مدتها 20 أو 30 دقيقة التي تعجبني شخصيًا.

لا أعتقد أن هذه النوعية من المسلسلات ستكون قادرة على إضفاء معنى أو قيمة أو مناقشة لقضية، وأظن أن المجتمعات العربية تحتوي على شرائح عمرية لن تقبل ذلك؛ لأن هذا يقلل من مساحة التسلية والاسترخاء التي يفضلونها، وبالنسبة لنجاح هذه النوعية فأنا أرى أن الأمر به تطبيق لمبدأ تأثير الإيجاز، فمثلاً نرى أن الاقتباسات القصيرة مت الكتب لها تأثير وتخلد في الذهن عن الاقتباسات الطويلة، وكذلك يحدث الأمر بالنسبة لهذه النوعية من الأعمال الفنية.

تساؤلك حول مواكبة عالم المسلسلات لعصر السرعة مثير للاهتمام. مع تزايد تفضيلات المشاهدين للترفيه السريع، أصبحت المسلسلات ذات الحلقات القصيرة أكثر شيوعاً. الحلقات التي تتراوح مدتها بين 20 و30 دقيقة تلبي رغبة الجمهور في الحصول على محتوى سريع وفعال. لكن عالم المسلسلات لم يكتفِ بهذا، بل بدأ في تقديم أفكار جديدة لمواكبة عصر السرعة.

في الآونة الأخيرة، ظهر مفهوم جديد يتمثل في تقديم حلقات لا تتجاوز مدتها دقيقة واحدة. في البداية، كان من الصعب تصور كيف يمكن تقديم الشخصيات والأحداث في هذه الفترة القصيرة، لكن هذا الاتجاه، الذي بدأ في الصين، انتقل الآن إلى العالم العربي. بالفعل، بدأت هذه الموجة الجديدة من منصة DramaBite، وهي منصة عالمية تشتهر بإنتاج هذه النوعية من المسلسلات، ولكنها مؤخراً دخلت العالم العربي بمسلسلات عربية مثل “جوزي طلع مليونير” و"بعد الطلاق" لتكون هي أول منصة تصنع وتنشر تلك الموجة في العالم العربي1.

الغريب أن نسبة المشاهدات لتلك المسلسلات في العالم العربي تتجاوز الآلاف، وهو رقم مرتفع للغاية بالنسبة إلى أنها ليست مشهورة بشكل واسع هنا. لكن ما زلت أجد صعوبة في فهم الفائدة من مشاهدة عشرات الحلقات التي لا تتجاوز مدتها دقيقة واحدة، بينما يمكن متابعة حلقة واحدة بنفس مدة المسلسل كله، وتعرض ذات المحتوى وتكون أكثر ترابطاً.

السؤال هنا: هل يجب على عالم المسلسلات مواكبة عصر السرعة؟

• الإيجابيات: الحلقات القصيرة قد تكون جذابة للمشاهدين الذين لديهم وقت محدود ويرغبون في استهلاك محتوى سريع. كما أنها قد تكون وسيلة جيدة لجذب جمهور جديد، خاصة الشباب الذين يفضلون المحتوى القصير والمباشر.
• السلبيات: قد يكون من الصعب تطوير الشخصيات والأحداث بشكل عميق في حلقات قصيرة جدًا. كما أن المشاهد قد يشعر بعدم الترابط بين الحلقات.

رأيي في فكرة الحلقة التي لا تتجاوز مدتها دقيقة واحدة:

• أعتقد أن هذه الفكرة قد تكون مبتكرة وجذابة لفئة معينة من الجمهور، لكنها قد لا تكون مناسبة للجميع. قد تكون مفيدة كنوع من الترفيه السريع والمباشر، لكنها قد لا تلبي احتياجات المشاهدين الذين يبحثون عن قصص معقدة وشخصيات متطورة.

ما رأيك أنت؟ هل تعتقد أن الحلقات القصيرة جدًا يمكن أن تكون بديلاً جيدًا للمسلسلات التقليدية؟

هذه المسلسلات اعتقد انها لا تعدو كونها فشار وهو نوع من الدراما التي لا تعتمد على حبكة هي مجرد اسكتشات هدفها الاول والاخير الترفيه وفقط فلا حبكة ولا تسلسل زمني ولا ملف للشخصيات ولا تطور فيها ولا في الاحداث ولا التواءات او نهايات صادمة وأنا اشتغلت في هذا النوع من الاعمال فقدمت سابقا بقناة موجه كوميدي العديد من الاسكتشات وبعدها قدمت برنامج شوك توك وأخيراً مسلسل سكوت شات والذ كانت الحلق به عبارة عن 4 اسكتشات ليس لهم اي علاقة ببعض