مسلسل قلبي ومفتاحه: ما رأيك في فكرة أن تعرض المرأة الزواج على الرجل أو تصارحه هي أولًا بمشاعرها؟

أرى أن فكرة أن تعرض المرأة الزواج على الرجل أو تصارحه بمشاعرها تعتبر خطوة غير لائقة على الإطلاق، فهي تتجاوز الحدود التقليدية التي توازن العلاقة بين الطرفين، وفي مجتمعاتنا من المفترض أن يكون الرجل هو من يبادر ويأخذ المبادرة في التعبير عن مشاعره وعرض الزواج، وهذه الفكرة التي تروج لها بعض الأراء قد تخل بتلك المعايير وتضع المرأة في موقف قد يظهرها بمظهر غير لائق أو ضعيف، تصرف المرأة بهذه الطريقة يعكس عدم فهم لخصوصية الدور الذي يلعبه كل طرف في العلاقة، ويؤدي إلى اختلال التوازن بين الطرفين، كما أن ذلك يخلق ضغطًا على الرجل ويشعره بعدم الراحة، مما يؤثر سلبًا على مسار العلاقة.

ذكرتيني بزميل، وجاء يقول لي أن هناك فتاة صارحته بمشاعرها وأنها تريد الارتباط به، زميلي هذا كان شخص خجول فكان مندهش من السلوك نفسه، فأخبرته أنها بالتأكيد جريئة جدا ولكن ربما لأنها تحبه بصدق ففعلت خوفا من فقدانه، وبالفعل تزوجوا ولديهم الآن طفلان، فالفكرة تبدو غريبة على مجتمعنا ولكن أعتقد لو الشخص جيد لن يستغل هذا بعد ذلك ويأتي ليقول لها أنت من تقدمتي لخطبتي ويعايرها، يعني رجل ذو أخلاق فيمكن، بخلاف ذلك لن يكون مقبول

المبادرة في التعبير عن المشاعر والزواج ليست حكرًا على الرجل أو المرأة، بل تعتمد على السياق الاجتماعي والثقافي والشخصي لكل علاقة. تاريخيًا كان من المعتاد أن يبادر الرجل، وهو ما تعزز بفكرة أن الرجل هو الطرف "المطارد" والمرأة هي الطرف "المختار"، لكن هذا لا يعني أن الأمر قانون اجتماعي ثابت لا يتغير.

لدي صديقة قررت أن تصارح شخصًا بمشاعرها بعد أن شعرت بأن هناك اهتمامًا متبادلًا لكنه متردد في الخطوة الأولى. لم يكن التصريح مباشرًا بعرض الزواج، بل بإعطاء إشارات واضحة لتشجيعه على المبادرة. المفاجأة أن ذلك لم يقلل من قيمتها في نظره، بل جعله يحترم شجاعتها أكثر، وانتهى الأمر بزواج سعيد.

لكن هناك رجال قد ينفرون من فكرة أن المرأة تبادر، لأنهم يشعرون أن ذلك يسلبهم دورهم التقليدي. وهنا تأتي المسألة الواقعية: الأمر ليس في من يبادر، بل في كيف تتم المبادرة، بحيث تتناسب مع شخصية الطرف الآخر والثقافة السائدة. الفنانة مي عز الدين في المشهد قد تكون كسرت الصورة النمطية، لكن نجاح هذا السيناريو في الواقع يعتمد على مدى تقبل الشخص المعني، وليس فقط على فكرة المبادرة ذاتها.

مرحبًا يا رنا، يسعدني أن إعلاني ذكّرك بنقاشنا! حيث أصبحنا نرى المرأة تعترف بمشاعرها وتتجاوز هذا الحاجز الذي كان يعتبر غير مألوف لفترة طويلة. ربما لم يعد الأمر مقتصرًا على الرجل فقط، بل أصبح تعبير المرأة عن مشاعرها أمرًا أكثر تقبلًا في المجتمع، سواء في الواقع أو حتى في الأعمال الدرامية.

رنا، أرى أن مبادرة المرأة بالاعتراف بمشاعرها أو طلب الزواج من الرجل أمر غير مناسب، وأنا لا أؤيد هذه الفكرة على الإطلاق. في اعتقادي، هذه خطوة يجب أن يقوم بها الرجل، فهي تعكس مدى جديته ورغبته الحقيقية في الارتباط.

الرجل بطبيعته عندما يكون مهتمًا أو معجبًا بامرأة، فإنه لا ينتظر إشارة منها ليتحرك، بل يسعى بنفسه لاتخاذ الخطوة الأولى. أما إذا كانت المرأة هي التي تبادر، فقد يضعه ذلك في موقف غير مريح، وربما يجعله يشعر بعدم المسؤولية تجاه العلاقة، وكأن الأمر لم يكن قراره بالكامل.

كذلك، المبادرة من الرجل تمنح العلاقة توازنها الطبيعي، حيث يكون هو الساعي لإثبات جدارته وحرصه على بناء مستقبل مشترك، بينما تحظى المرأة بالتقدير الذي تستحقه. ربما تحاول بعض الأعمال الدرامية كسر هذه الفكرة، لكن الواقع مختلف تمامًا، والعلاقات التي تبدأ بمبادرة من المرأة قد لا تحظى بالنجاح والاستقرار ذاته.

ربما لا توجد مشكلة في الأمر نفسه، لكن توجد مشكلة في كونه شيء غير اعتيادي، لا يتقبل الجميع الأمور غير الاعتيادية بنفس الطريقة، وهذا ينطبق على الرجل والمرأة.

من حيث طلب الزواج: قد يكون مقبولاً في بعض السياقات أن تطلب المرأة من الرجل أن يتزوجها: كأن يكونا قد مرا بأحداث كثيرة معاً، ولهما سابق معرفة متينة ومودة راسخة.

في سياقات أخرى قد يسبب طلب المرأة الزواج من الرجل أن يفقد الرجل رغبته في المرأة لأن الإنسان لا يتقبل عكس المتعارف عليه بسهولة.

من حيث إبداء المشاعر: من الطبيعي في كل الحالات أن تُظهر المرأة للرجل قبولاً بتصريح أو تلميح فهذا هو المعتاد والمتعارف عليه ويأتي عرض الزواج من الرجل؛ فتوافق المرأة أو ترفض.

لست ضد من تقوم بها لأنه اختيارها فقط عليه أن تفكر وتعي ما تفعل، أما بالنسبة لي فلن أقدم عليها أبدا