لفت انتباه الكثيرين تريند مُسلسل كيلوباترا الذي أنتجته نتفلكس مؤخرًا بناءً على رواية الأفروسنتريك تجاه الشعب المصري لتزوير التاريخ والغزو الثقافي.

الأفروسنتريزم تُدعي بالحركة المركزية الأفريقية تأسست على يد ناشط أمريكي إفريقي الأصل يُسمى بـ "موليفي أسانتي" في فترة الثمانينات بهدف بعث الثقة في الأفارقة السود المُعرضين للتنمر المُستمر ولكن بصورة خاطئة عن طريق سرقة هوية الحضارات الآخرى والتزوير في أصلهم أنهم سود كـالحضارة الفرعونية على سبيل المثال والأمر لا يشتمل على مصر فقط بل تونس والجزائر أيضًا، وبمرور الوقت بدأت تزداد المُعتقدات ويظهر المؤيدين لهذه الحركة وأبرزهم "جيدا سميث " زوجة المُمثل "ويل سميث " والتي قررت عقب الحادثة الشهيرة التي ظهرت كتريند لفترة طويلة اللجوء إلى إنتاج سلسة من المسلسلات الوثائقية للحديث عن ملكات أفريقية. لابد أن نتمعن قليلاً لفهم معني كلمة فيلم وثائقي وما هي الشروط الخاصة لعمل هذه النوعية من الأعمال الفنية؟

يتكون الفيلم الوثائقي من مشاهد سينمائية لأشخاص حقيقيين وأحداث واقعية حدثت بالفعل لذلك إذا كان المُسلسل يتحدث عن الثقافة الفرعونية المصرية لابد أن يكون تجسيدها نابع من مصر وخصوصًا بعد ظهور العديد من الأفلام على منصة نتفلكس. الملكة كيلوباترا هي من أصول مقدونية وليست أفريقية الكارثة تكمن في كونه مسلسل وثائقي وليس خيالي ورفض نتفلكس رفضًا قاطعًا لتغيير الفئة الخاصة بالمسلسل لذلك لابد أن تكون الأحداث مطابقة للحقيقة بنسبة 100% لأن أي انحراف عن ذلك فهو تزييف للحقائق بكُل تأكيد. ظهر الكثير من حركات المعارضة أشهرها حديث الدكتور "زاهي حواس" عن هذا المُسلسل وكرهه له بشدة وأكد أن كيلوباترا يونانية أي شقراء وليست سوداء، أتذكر مشاهدتي لإحدي المقابلات التليفزيونية التي اشتهرت مؤخراً بين بيرس مورغان وباسم يوسف وفيها تحدث باسم عن المسلسل وأكد حقيقة بُعد شعوب جنوب أفريقيا وكذلك اليهود عن بناء الأهرامات وعن سرقة هوية كيلوباترا. وفي هذا الصدد برأيك هل نتفلكس تعمل على تزييف التاريخ عن قصد ؟ وهل التقييم السئ الذي حظي به المُسلسل يُمثل خسارة كافية للمنصة؟