كيف تساهم المنصات المدفوعة في نشر مختلف الثقافات عبر الأعمال الدرامية؟

يكتب حالياً الكثير من المُتخصصين عن هذا الأمر بحوثاً ورسائل أكاديمية في دراسة العلاقة والأثر بين المنصّات الدرامية المدفوعة وتأثيرها في حياة الشباب وثقافته، مؤخراً صار هُناك سطوة درامية كبيرة جداً عندما دخلت الدراما إلى البيوت عبر هذه المنصّات وغادرت نوعاً الأمور التي تتطلب وقتاً وصعوبة وجهد في التحصيل: صالة عرض السينما. فغدت برأيي هذه المواقع مصدراً مباشرةً للمعلومات والنهل من أي محتوى يُريده الإنسان سواء ثقافي أو معرفي أو غير ذلك وذلك لما تمتلكه هذه المنصّات من قدرة غير طبيعية على تفهيم وتبسيط المعلومة وإيصالها إلى كافة شرائح المُجتمع وبسرعة رهيبة ودون أي عناء يُذكر، هذا ما لم يُتاح سابقاً في الحياة وما يمنح المنصّات سطوتها الحالية.

ومصيبة هذه المنصّات والمحتويات التي فيها أنّها باتت لا تخلوا من الأجندات والأيديولوجيات المُعلّبة بشكل رائع وجذاب عبر إطارات فنية تخفي وراءها غايات كثيرة، أقلّها ضرراً الترويج الثقافي أو الغزو الثقافي مثلاً الذي تمارسه الولايات المُتحدة الأمريكية التي استطاعت أن تُقنع الناس بسلوكها والـ STYLE الخاص لها بالحياة وتعممه بشكل سهل بين الفئات الفتيّة باستمرار مما يُشكّل هذا الأمر استقطاباً سهلاً لهم.

لا تحتاج هذه المنصّات من صاحبها إلى مُشاهد فضولي يحتضن فعلاً كل ما يصله عبر هذه الاطارات الفنية من معرفة وثقافة بكل رحابة صدر، وأن يدخلوا الشبّان هذه الأمور في أساس عمليات بحثهم وتأكدهم من صحة أي معلومة أو نقاء أي ثقافة أو دليلاً وثائقياً يبنون على أساسه معلوماتهم اتجاه أمّة معينة أو ثقافة بعينها

هل فعلا أصبحت المنصات المدفوعة وجها يروج مختلف الثقافات؟

المنصات المفوعة اليوم هي الوجهة الأولى لمشاهدة الأفلام والمسلسلات، كل مسلسل يعرض فيها باي لهجة كانت وفقط لأنه من خلالها ممكن أن يتحول لتريند، تسويق المنص يرتبط بتسويق الفيلم ويحصل على شعبية كبيرة بفضل عرضه على منصة مدفوعة.

المنصات هذه اليوم توصل لنا افكار وثقافات غريبة من مختلف أقطار العالم، نشاهدها ونتقبلها، جعلت القرية الدرامية صغيرة مثلما جعل الأنترنت العالم قرية صغيرة.

هل فعلا أصبحت المنصات المدفوعة وجها يروج مختلف الثقافات؟

صحيح انا أرى أن هذه المنصات تكون سبب كبير في الترويج للثقافات، لاحظت ذلك عند صدور مسلسل عربي أردني من إنتاج نتفلكس، والذي أصبح تريند لوقت طوييل وحتى ان نسبة المشاهدة كانت عالية جدصا وتشمل نسبة جيدة من غير العرب.

ولكن المشكلة بأنها لا تروج غالبًا إلا لأشياء تتوافق مع رؤيتها، أو أنها تعرض الثقافات بطريقة مختلفة من أجل رد فعل عكسي.