من الأشياء التي لاحظتها في مشاهدتي للأعمال الدرامية في السنوات العشر الماضية وخاصة في الدراما المصرية هي قوة الكتابة النسوية في تناول المواضيع المجتمعية بتناول حقيقي وواقعي يمس قلوبنا بشكل مباشر، فهل النساء أقدر على التعبير عن المجتمع ومشاكله من الرجال؟

بداية ملاحظتي للكتابة النسوية في الأعمال الدرامية كان مع مسلسل ذات والسيناريو والحوار كان لمريم نعوم ونجلاء الحديني ومن إخراج كاملة أبو ذكرى بالاشتراك مع خيري بشارة فقدوموا لنا عملا دراميا كانت تجلس الأسرة بأكملها لمشاهدته ومن ثم توالت الأعمال مثل سجن النسا – تحت السيطرة – واحة الغروب وصولا إلى ليه لأ وخلي بالك من زيزي لنفس كاتبة السيناريو والحوار فقدمت لنا مشاكل المجتمع باختلاف طبقاته وخلفيته المجتمعية بشكل قريب لنا ولو قارنت بين الأعمال التي تكتب من قبل رجال في الفترة الماضية فلن أجد إلا القليل الذي يمكن مقارنته بهذه الأعمال فما الذي يميز الكتابة النسوية لتكون قريبة وواقعية لهذه الدرجة؟

ففي رمضان أيضا أقرب مسلسل واقعي حتى الآن هو أعلى نسبة مشاهدة وأيضا من كتابة وإخراج نساء فالمخرجة ياسمين أحمد كامل وكاتبة السيناريو هي سمر طاهر، فطريقة بناء الشخصيات نفسها لا يمكن أن تكون أفضل من ذلك والحوار بين الشخصيات واضح وبسيط ويعبر عن كل شخصية باختلافها وأفكارها وحتى الحوار بين الأسرة لكل شخصية طريقتها المستوحاة بالفعل من الواقع الذي نعيشه بالإضافة للمشاكل التي يتم طرحها نفسها وطريقة معالجتها بحرفية شديدة وأيضا دور الكاتبة شيرين دياب في مسلسل أشغال شقة بالاشتراك مع أخيها خالد دياب في تناول موضوع مهم يخص الأسرة والعلاقات بين الأهل والمتزوجين حديثا.