عن أي تصالح مع النفس تتحدثين، جربي عرض مسلسل في أمريكا يتحدث بسوء عن نمط الحياة الغربي وينتقده وانظري ماذا سيحدث، ثم أننا عندما نهاجم عملا ما لا نهاجمه لأنه ينتقد أو يتناول قضية ما، بل نهاجمه لأنه يزرع قيم خاطئة في المجتمع.
المجتمع الغربي مختلف ثقافيا ودينيا عن المجتمع الشرقي، فالقضايا التي تكون حساسة بالنسبة لنا لا تكون كذلك بالنسبة لهم، بمعنى أن قضايا الجنس بالنسبة لنا تعتبر حساسة، لكنها بالنسبة للمجتمع الغربي كأننا نتحدث عن الطبخ مثلا، لذلك عندما تقولين أن هذا المجتمع متصالح مع نفسه علينا أن نسأل هل القضايا التي عرضها المسلسل حساسة بالنسبة لنا أم بالنسبة للمجتمع الغربي، لأن المقارنة حينها ستكون أقرب للمغالطة المنطقية.
المجتمع الغربي متصالح! جربي أن تعرضي مسلسل يتناول قضية المساواة بين الرجل والمرأة، حينها ستكتشفين التصالح.
الأمر الأخر هو فكرة التصالح مع النفس، هذا المصطلح المطاط الذي يسبب ضررا أكثر من نفعه، هل تصالي مع نفسي يعني أن أعرض مسلسلات أقل ما يقال عنها أنها تشويه للواقع وأنها تجعل الناس معتادين على هذه الدرجة من السفالة، هل هذا هو التصالح مع النفس؟ وهل كون المجتمع الغربي مثلا بلا قيم ولا يهتم بتشويه قيم المجتمع من عدمه يعني أنه متصالح مع نفسه، أم يعني أنه مجتمع بلا قيم!
التعليقات