رسوب و النجاح هل يعتبران قضاء الله و قدرهِ؟ في رأيّ لا

عليك أن توقن بأن الأمور كلها بيد الله... فلا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع... ولا راد لما قضى وأنه ما شاء كان... وما لم يشأ لم يكن ... ومن ذلك النجاح والفشل و القعود... كل شيء بقدر حتى العجز والكيس.

فكل شيء بقدر وحكمة يدبرها الله سبحانه وتعالى... وينبغي لك أن تكون قوي العزيمة ماضي الإرادة مستعيناً في كل أمورك بالله سبحانه وتعالى.... وأن تعلم أنه ما من أحد يبذل جهده ويجد في عمله أو دراسته إلا وجد النتيجة.... هذه سنة الله تعالى في هذا الكون فالله تعالى ربط الأسباب بالمسببات ولهذا قالوا: من جد وجد، ومن زرع حصد...

واعلم أن الفشل في الدارسة أو كثرة المصائب ليست دليلاً على كره الله للمرء ... كما أن النجاح في الدراسة ووفرة المال والولد ونحو ذلك من النعم الدنيوية ليس دليلاً على حبه إياه...

من قدر الله أن جعل هذه الدنيا دنيا أسباب، وأمر فيها بالسعي لنيل الرزق على اختلاف أنواعه، وهو -سبحانه- الرزاق. فالإنسان يسعى بالأسباب التي تحت يده، وفي مقدرته، ويرزقه الله تعالى على سعيه، وإن كان من باب آخر غير الطريق التي سعى فيها. وهو رب الأسباب، يهب ما يشاء لمن يريد.

مقصدي هو: على الإنسان السعي بكل سبب تحت يديه، ثم يتوكل على الله. فلا يكون مثلا شخص سليم معافى عاقل، ولا يذاكر ولا يفعل أي شيء، ويقول الله سينجحني. ستجده إما يسقط أو ينجح بمعدل سيء جدا. وفي نفس الوقت، قد تجد شخص مريض مثلا، يبذل ما في وسعه. ورغم أن ما في وسعه هو أمور بسيطة، وقد لا تكفي لينجح، تجد أن الله يعينه، وينجح بحول الله وقوته. لماذا؟ لأنه بذل الأسباب، ورغم ذلك فهو لا يعتمد عليها.