إبداع نور الشريف في فيلم "آخر الرجال المحترمين" يظهر بوضوح من خلال تجسيده العميق والمعقد لشخصية كمال، الرجل الذي يتمسك بمبادئه وقيمه في عالم مليء بالفساد والتناقضات. استطاع نور الشريف أن يقدم أداءً قوياً يعكس الصراع الداخلي لشخصية "كمال" بين الحفاظ على شرفه وقيمه وبين التحديات التي يواجهها في المجتمع الفاسد.

من خلال تعابير وجهه، و حركات جسده، و صوته، تمكن نور الشريف من نقل مشاعر الشخصية بكل دقة، مما جعل الجمهور يشعر بتورطه النفسي في المعركة بين الحق والباطل. مثلاً، في مشاهد المواجهات مع الشخصيات الفاسدة، يظهر نور الشريف قسوة الداخل وضعف الأمل بطريقة تجعل المتفرج يشعر بتأثير الظروف عليه، مع بقاء الإصرار على عدم التنازل عن القيم.

كما أن حضور نور الشريف الطاغي في المشاهد يجذب الانتباه، سواء في لحظات الضعف أو القوة، وهو ما أضاف عمقاً للشخصية، وجعلها تمثل كل من يواجه صراعاً بين الطيبة والفساد في المجتمع.

وبفضل هذا الأداء، أصبح "كمال" في "آخر الرجال المحترمين" أحد أبرز الشخصيات التي شكلت بصمة مهمة في تاريخ السينما المصرية.