شاهدت الفيلم الإسباني الغريب platform والذي أعتقد أنّهُ قد يدخل قائمة أغرب أفلام السينما بكل سهولة، حيث يصوّر الطبقية تجسيداً، بناء من أكثر من مئة طابع من الأغنى للأفقر، ويُريك العلاقة بين الناس والعلاقات الطبقية بشكل مُجسّد رمزي مُباشر.

هُنا سألت نفسي: هل إنهاء الفقر وبالتالي الطبقية أمر نافع كما يظهر فعلاً؟ 

وبالحقيقة بعد الكثير من البحث والتأمّل في هذه المسألة أصابني ذعر حقيقي حين تبيّن لي أن الأمرقد يُشكّل كارثة حقيقية في حال صار أمراً واقعياً في الحياة وذابت الطبقات الإجتماعية، فلم يبقى لا غني ولا فقير، بل الكل في تساوي كامل، هذا الأمر ظهر لي على أنّهُ كارثة لأسباب كثيرة، منها مثلاً، هي أنّ القضاء على الفقر صدّق أو لا تُصدّق يمكن أن يؤدي إلى التضخم، يأخذنا إلى تضخّم عالمي لا يُمكن السيطرة عليه نهائياً، حيث ترفع الشركات الأسعار لتغطية التكاليف المتزايدة للعمالة والمدخلات الأخرى، وحين ترفع الأسعار ويرفع الجميع سوف يحدث تضخّم سوقي هائل بكل منتجات الأرض قد يسبب خلل حقيقي في التوازن الإقتصادي العالمي، أي العالم الذي نعرفه نحن الآن من حيث البيع والشراء والمقايضة.

ليأتي السبب الثاني أسوء وأسوء، حيث يمكن أن يؤدي القضاء على الفقر والطبقية إلى البطالة، لا إلى بطالة نسبة كبيرة في المُجتمع، بل إلى بطالة مُجتمع تقريباً، حيث ستعمل الشركات على أتمتة الوظائف التي لم تعد مربحة بالنسبة لوجهة النظر الجديدة للناس وعيشهم وتدريجياً يمكن أن تصبح 90% من الوظائف غير مُناسبة للناس في مجتمع مُرتاح مُترف.

الآن أيضاً لا نُريد التحدّث عن الاضطرابات النفسية التي قد تلمّ بحياة الناس، حياة الرخاء حياة مؤلمة أحياناً لمن يفقد بوصلة لا تعتمد على المال لإكمال حياته، كل شيء سيغدو أصعب بإنهاء الفقر! من كان يتخيّل ذلك!

وأنت؟ ما رأيك بهذا الأمر؟ هل توافقني الرأي فعلاً؟ أم أنّك مع إنهاء الفقر بغض النظر عن هذه النتائج؟ ولماذا؟