في حالة الجواب بنعم ، تأتي الافتراضية التي طرأت على مخيلتي وهي أن التزامي بالقوانين أصبح التزام مرهون بوجود القانون وليس مرهون بوجود الوازع، فتصبح طبيعة النفس البشرية وما يقومها هو ليس الوازع بالمقام الأول ولكنه القانون (الثواب والعقاب)، فتيقن لي أهمية وجود القانون واعتباره المادة الوحيدة التي تحافظ على صلاحية بقاء الوازع الإنساني.
الفيلم الأسباني Platform وما جاء به من اعترافات صادمة للنفس البشرية وما وضحه من ردود الأفعال والسلوكيات الإنسانية التي بعدت كل البعد عن الإنسانية بمعناها المتعارف عليه، وبتسليط الضوء على فكرة من أفكار الفيلم وهي الانتهاك الغير مبرر لوجبات الطعام المخصصة للغير والانسياق وراء الأطماع والرغبات وذلك كله في ظل غياب متعمد للقانون لترك الوازع موجود بمفرده، فهل ينجح الإنسان في تخطي هذه التجربة؟
ولا أريد أن أصل إلى نتيجة لا تليق من حيث أن القانون أو العقاب هو من يحافظ على إنسانيتنا وأن الوازع ما هو إلا قوة خير غير ممتدة المفعول سوى في وجود القانون.
فإلى أي مدى نستطيع أن نرى قدرة الوازع الإنساني في حالة غياب القانون؟ وهل بالفعل القانون هو من يشكل إنسانيتنا بمعناها المتعارف عليه؟
التعليقات