خلال الأسبوعين الماضيين جاءتني العديد من الاستفسارات والأسئلة حول أكثر الأمراض رواجًا هذه الأيام، ألا وهو جدري القرود. لا أخفيكم علمًا بأنني لم أعره اهتمامًا كبيرًا خلال دراستي الجامعية كونه من الفيروسات النادرة، ولم أقابل ولو حالة واحدة مصابة به في مكان عملي، لذا فقد كان الأمر غريبًا بالنسبة لي ومقلقًا نوعًا ما.

ظهور نوع من الجدري هو أمر مقلق للكثير من الأشخاص لاسيما وأن الجدري الأصلي قد تم القضاء عليه نهائيًا في عام 1980م، فكيف إذًا يظهر الجدري من جديد؟ 

حسنًا إذًا، لنفهم ظهور جدري القردة في بعض دول العالم علينا معرفة ماهيته وكيفية انتشاره.

فيروس جدري القردة هو مرض فيروسي نادر الحدوث وهو شبيه بالجدري البشري الشهير، ولكنه أقل منه في الشدة.

وكما هو موضح من اسمه فإن جدري القرود هو فيروس حيواني المنشأ، ويظهر حتى اليوم بصورة نادرة ومتفرقة في بعض الدول الأفريقية خاصة دول غرب أفريقيا. 

وبسبب الخوف الشديد لدى بعض الأشخاص، جاءتني بعض الرسائل بصور لأمراض جلدية متنوعة يخشى المريض أن يكون مصابًا بجدري القرود، رغم وضوح الصورة بأنها مجرد حبوب أو سنط. وكان آخر ما مواجهته أثناء تواجدي بالصيدلية، هو أم تمسك بطفلتها المصابة بحب الشباب وتبادرني بالسؤال المعتاد هذه الأيام وهو هل هذا جدري القرود؟! فما هي أعراض جدري القرود؟

الأعراض المتعارف عليها والتي أقرتها منظمة الصحة العالمية تنقسم إلى مرحلتين:

المرحلة الأولى وتسمى مرحلة أو فترة الغزو، وأعراضها هي الإصابة بالحمى والصداع الشديد وتضخّم العقد اللمفاوية والشعور بآلام في الظهر وفي العضلات والتعب الشديد.

المرحلة الثانية وهي فترة ظهور الطفح الجلدي والذي غالبًا ما يبدأ على الوجه، ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى مثل اليدين والقدمين.

وقد ظهرت أعراض جدري القرود لأول مرة على صبي يبلغ من العمر 9 سنوات في منطقة ريفية بجمهورية الكونغو الديمقراطية، ويمكن القول أنه تم تقسيم الفيروس لسلالتين أشدهما خطورة هي تلك السلالة التي ظهرت في الكونغو الديمقراطية والتي تصل نسبة وفيات سلالتها نحو 10%، فيما توجد السلالة الأقل خطورة بنسبة وفيات 1% فقط في غرب أفريقيا. وبنظرة واقعية للأرقام، وجدتُ أن مخاطر هذا الفيروس منخفضة وتكون لدي شعور بأننا أصبحنا نخشى أي مرض أو فيروس مخافة أن يتحول إلى وباء جديد مثلما حدث مع فيروس كوفيد-19. فما هو شعوركم اتجاه جدري القرود، هل هو الخوف من تكرار وباء جديد خاصة بعد ظهوره في بعض الدول العربية مثل الإمارات العربية المتحدة، أم التعجب من حالة القلق الزائد لدى البعض؟ 

وما هي الإجراءات التي تتبعونها للوقاية من الأمراض خاصة الفيروسات في وقتنا الحالي؟