أتذكر زيارتي لطبيبة منذ مدة، وبعد أن خرجت من عندها وحصلت على دوائي من صيدلية قريبة، اكتشفت أن الدواء عبارة عن عبوتين مختلفتين من نفس الشركة، حينها تبادر إلى ذهني أنّه ربما أكون ضحية لغش مهني محتمل.. على كل حال لا أريد أن أظلم هذه الطبيبة ولأنسَ أمرها.

واحدة من الاستراتيجيات التقليدية التي تتبعها شركات الأدوية في التسويق لمنتجاتها هي زيارة الأطباء في عياداتهم أو مكان عملهم وشرح المنتجات لهم ومحاولة إقناعهم بوصفها لمرضاهم، حتى الآن لا أرى أي مشكلة، إلى أن تعرف أن هذه الزيارات قد يتخللها تقديم العينات المجانية والهدايا للطبيب، هذه الهدايا قد تتمثل في أشياء رمزية مثل أقلام أو دفاتر وقد تكون أكبر من ذلك. وهذه الاستراتيجية تكون فعالة جدًا في التأثير على كثير من الأطباء الذين يقتنعون ويبدأون في وصف منتجات الشركة للمرضى الذين يأتون للعلاج بغض النظر عن ثمن العلاج والحالة المادية للمريض، ناهيك عن مدى فعالية الدواء وهل فعلًا بذل الطبيب مجهودًا في اختبار فعاليته أم لا.

قد يكون هذا موضوع محل للنقاش، ولكن المرفوض تمامًا هو لجوء بعض شركات الأدوية إلى استقطاب الأطباء لتمويل تجارب دوائية مزيفة والتوقيع عليها ونشرها باسم الطبيب في سبيل زيادة مبيعات الشركة لا أكثر ولا أقل.

وبعد أن أطلعتك على سر من أسرار المهنة لنبدأ النقاش، إذا كنت طبيبًا، هل تقبل هدايا شركات الأدوية أم ترفضها؟