في بعض العلاقات، لا تكون المشكلة في غياب الحب… بل في صعوبة تقبّله.

يبدو الأمر غير منطقي للوهلة الأولى: من لا يريد أن يُحب؟ من لا يتمنى أن يُرى، ويُحتضن، ويُقدَّر؟ لكن الحقيقة النفسية أكثر تعقيدًا. فالبعض، حين يقترب منهم الحب، يتراجعون. يُربكون العلاقة بسلوك بارد أو دفاعي. يخلقون مسافات لا داعي لها. لماذا؟ لأن الحب ليس دائمًا شعورًا بسيطًا. أحيانًا يُذكّرنا الحب بكل شيء لم نحصل عليه سابقًا.

هناك من نشأ في بيئات لم يشعروا فيها بالأمان العاطفي، فصار الحب لديهم مرتبطًا بالخوف: خوف من الاعتماد على الآخر، ثم الخذلان. أو خوف من التورط، ثم الفقد. هناك من لا يشعر بأنه "يستحق" الحب أصلاً، فيرفضه كلما اقترب منه لأنه لا يرى في نفسه ما يجعله جديرًا به.

تقبّل الحب يتطلب أن نكون في سلام مع أنفسنا. أن نرى قيمتنا بمعزل عن شروط الإنجاز أو المثالية. أن نؤمن بأن وجود من يحبّنا ليس تهديدًا لاستقلالنا، بل امتدادًا إنسانيًا له. لكن من لم يُعلَّم كيف يُحب نفسه، غالبًا ما يشك في حب الآخرين له، أو يُفسّره دومًا على أنه مؤقت، مشروط، أو مريب.

من تجاربكم، هل مررتم بلحظة شعرتم فيها أن تقبّلكم للحب كان أصعب من الوقوع فيه؟