رغم التقدم الكبير في الوعي بالصحة النفسية، لا يزال البعض ينكر احتياجه للعلاج النفسي، ليس عن قناعة بسلامته النفسية؛ فهو يعترف بينه وبين نفسه بِعِلته، ولكن لأن فكرة طلب المساعدة مرتبطة عنده بالضعف، أو العيب أو الفشل في التحمّل. كثيرون تربوا على فكرة أن القوة تعني الصمت، وأن مرور الوقت كفيل بحلّ كل شيء، فيستمر الإنكار ويستمر..

أحيانًا يكون هذا الرفض دفاعًا نفسيًا عن الذات، وأحيانًا يكون ناتجًا عن الخوف من الوصم الاجتماعي، أو الجهل بطبيعة العلاج نفسه. ومن المؤسف أن الألم النفسي لا يُرى، لكنه يأكل في الداخل بصمت، إلى أن يظهر على هيئة عزلة أو انطفاء أو غضب بلا سبب. وهنا يُطرح سؤال مهم: ما الذي يجعل بعض الأشخاص يختارون المعاناة الصامتة على مواجهة أنفسهم أمام طبيب أو معالج في غرفة علاج؟