حالتي مع شراء كتب جديدة مع وجود كتب قديمة لم أقرأها بعد، أكثر حالة أعيشها منذ سنين، حالة غريبة ومضحكة ولا أعرف إن كانت تحدث مع الجميع
حالتي مع شراء كتب جديدة مع وجود كتب قديمة لم أقرأها بعد
نعم، كثيرا ما تحدث معي. أعتقد أنه نوع من أنواع الهوس اللطيف، فأنا أحب الكتب،أجد متعة عند شرائها، وتصفح أوراقها، بالرغم أنه قد يكون عندي الكثير من الكتب التي لم أقرأها بعد للانشغال بأمور أخرى، ولكن الكتب الجديدة يكون لها سحرا من نوع خاص تشعر أنها تجذبك لشرائها.
على كثرة الأشخاص الذين يشاطروني نفس الرأي والحالة هذا برأيي يمكن أن يشكّل برأيي قضيّة حقيقية بعلم النفس السلوكي كظاهرة سلوكية مشتركة عند الناس، تحليل أسبابها ومنشأها، لماذا تشكّلت وما هدفها، أومن بأنّ أدمغتنا تدفعنا نحو أمر ما بكل تأكيد وهو مفيد لنا، ولكن لا أعرفه، لا أعرف السبب، برأيك ما الذي يجعل أدمغتنا تتصرّف بهذه الطريقة؟ تجعلنا نقوم بذات التصرّف عبر ذات الرغبة؟
برأيك ما الذي يجعل أدمغتنا تتصرّف بهذه الطريقة؟ تجعلنا نقوم بذات التصرّف عبر ذات الرغبة؟
أعتقد أن الموضوع مرتبط بهرمون السعادة "الدوبامين". فالعقل يفرزه في كل مرة تشعر بالرضا والسعادة عند فعل شئ ما. فإذا كنت تشعر بالسعادة الكبيرة عند شراء الكتب، سيتم إفراز الدوبامين وهو ما يجعل عقلك يخبرك باستمرار أن تشتري الكتب.
هناك شيء غريب لا يُفسّر إن كان ما تقولينه حضرتك صحيح فعلاً، وهو أنهُ لماذا لا يكون هناك ظاهرة أيضاً في منتجات أخرى غير الكتب يقوم بها الشخص بالتكديس أيضاً دون أن يستخدم المنتج، ظاهرة مجتمعية منتشرة، ربما قد لاحظت بعض ذلك في مسألة الأحذية ولكنّها لا ترقى نهائياً لانتشار مسألة شراء الكتب وتكديسها بلا أي قراءة، ولذلك أعتقد برأيي بأنّ للأمر أسباب أخرى.
بالطبع هناك ظواهر أخرى. هناك أشخاص كثيرون مهووسون بجمع واقتناء وشراء أشياء بعينها. هناك من يهوي شراء الساعات، وهناك من تهوي شراء منتجات العناية بالنفس، وهناك من يهوي شراء الملابس. وفي كل تلك الحالات يكون لديهم الكثير من الذي يقوموا بشرائه لدرجة أنه يكفي عدة أشخاص. كل له تفضيلاته. الأمر ليس مقتصر على الكتب.
حقاً إنها ظاهرة تسترعي الانتباه، لكن غالباً نحن نشتري الكتب؛ لجاذبية عناوينها، ولظننا أنها مفيدة لنا، أو لأن أحدهم قد تحدث عن الكتاب وأنه ماتع وطريف؛ فلذلك نشتري الكتاب. ثم حينما نذهب به إلى البيت ويحل ضيفاً على أحد رفوف المكتبة الصغيرة في حجرتنا، فنهمله.
أقدم لك وصية بشأن تلك الظاهرة؛ حينما تشتري كتاباً، فلا تُدخله إلى مكتبتك حتى تطالع مقدمته وفهرس محتوياته؛ فربما تجذبك المقدمة أو محتويات الكتاب إلى قراءته، وإلا فقد عرفت فحواه، ويمكنك الرجوع إليه حينما تحتاج إلى أحد عناصره.
تقبل تحياتي ضياء.
عادةً لا تصلني أي هدايا من الكتب، ولذلك أنا دائماً ما اختار كتبي بنفسي، واختياراتي دائماً قائمة على اهتماماتي، وأنا بحالة قراءة تقريباً مستمرة بلا انقطاع لكن ما يفاجئني بأنني أشتري الكثير أكثر من حاجتي، أنا مثلاً أقرأ في السنة حوالي 36 كتاب بشكل متوسط وأشتري حوالي 60 فيغدو الأمر مرهقاً مادياً ونفسياً جداً عليّ، ما يضحكني أنّ الحالة غريبة ومضحكة ومرهقة في آن معاً.
أحيانا ما أشعر بالحزن والإكتئاب حينما لا أكمل قراءة كتاب أو رواية، لكن هذا الشعور لا يجب أن يبقى حبيسا في عقولنا لأنه شعور مزيف، كل ما نحتاج إليه هو تنظيم أوقاتنا فقط.
لا أواجه مشكلة في الحقيقة مع القراءة، أقرأ بمعدّل 20 صفحة يومياً، غالباً ما أنهيها قبل النوم، تحتاج مني حوالي نصف ساعة أو أكثر قليلاً، هذه ال 20 صفحة تتيح لي عادةً الاطلاع على كتابين على الأقل كل شهر بلا أي عذاب أو جهد واضح، أحياناً في الأيام التي أعاني بها من المشغولية، أقرأ في المواصلات العامة وأوقات الانتظار، هذا أمر يحتاج منّا جرأة بتجنّب نظرات الناس لصالحنا العام.
أقرأ في المواصلات العامة وأوقات الانتظار، هذا أمر يحتاج منّا جرأة بتجنّب نظرات الناس لصالحنا العام.
نظرات الناس لم تشكل لي أي مشكلة؛ فقلما أكترث بها خاصة إذا ما كنت مقتنعة بما أفعل..
لكن سببا آخر هو ما منعني عن تلك العادة، وهو الشعور بدوار شديد عند القراءة بوسائل المواصلات، حتى الهاتف لم أعد أستخدمه بها إلا عند الحاجة.. وجاء ذلك بعد نصيحة طبيب بعدم التركيز بشيء ما أثناء السفر.
نعم شعرت بذات الدوار، اعتقدت في المرّات الأولى بأنّ السبب هو أنني أقرأ أموراً معقّدة ولكن تأكّدت بعد أن أخذت روايات وقصص قصيرة بسيطة بأنّ الأمر مردّه إلى السيارة لا إلى الكتاب وبأنّ القراءة ضمن المواصلات أمر يسبب الدوار فعلاً، لذلك استخدمت أساليب أخرى للقراءة وخاصّة أثناء السفر الذي أقوم به بشكل متكرر وهو الاستماع إلى الكتب الصوتية بسماعات جيدة بصوت عالي وتطبيق ممتاز ك ستوريتيل مثلاً.
حين ذكرت قراءة في التعليق السابق لم أقصد فقط القراءة الورقية، بالمشاوير القصيرة ورقي والطويلة استماع، صوتي.
ربما يكون بسبب الرغبة في اكتشاف كتب جديدة، وأحيانا نشعر بالحاجة إلى امتلاك جميع الكتب التي نريد قراءتها، حتى لو لم نتمكن من قراءتها جميعًا في الوقت الحالي.
نصيحتي لك اسأل نفسك لماذا لا تقرأ الكتب التي تشتريها هل هي مملة؟ أم هي ليست من النوع الذي تستمتع به؟ لتبحث عن كتب في أنواع مختلفة، وانصحك أيضا بوضع حد لعدد الكتب التي يمكنك شراؤها كل شهر أو سنة هذا سيساعدك على التفكير بعناية في الكتب التي تشتريها.
الغريب في الأمر بأنّ قوّتنا الشرائية كعرب أقل بكثير من الأجانب، أي أننا يصعب علينا تكديس الكثير من الكتب لارتفاع أسعارها ومع ذلك تنشط لدينا هذه الظاهرة وترين الكثير من الشباب يملكون كتب كثيرة في مكتبتهم الشخصية لم يمرّوا عليها أبداً، الآن هل قد يجوز أنّ هذا الأمر متعلّق فعلاً بالنوعية وبأنّ السبب الرئيس لانخفاض معدّلات القراءة وارتفاع معدّلات الشراء هو خيبة الأمل بالمنتج الثقافي نفسه؟
نعم، من الممكن أن يكون الانخفاض في معدلات القراءة وارتفاع معدلات الشراء مرتبطًا بالنوعية. فعندما لا يكون المنتج الثقافي جيدًا، فإن الناس يفقدون الاهتمام به، ويتحولون إلى الأنشطة الأخرى.
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى انخفاض جودة المنتج الثقافي مثل:
- يسعى بعض الناشرين إلى تحقيق الربح السريع، مما يدفعهم إلى نشر أعمال أدبية تجارية لا تتمتع بالجودة العالية.
- لا توجد معايير واضحة للجودة في المنتج الثقافي، مما يؤدي إلى نشر أعمال أدبية دون المستوى.
- قد يكون ذوق الجمهور العام ضعيفًا، مما يؤدي إلى انتشار الأعمال الأدبية دون المستوى.
بالإضافة إلى ذلك، هناك عوامل أخرى قد تساهم في انخفاض معدلات القراءة، مثل:
- افتقاد حب القراءة من الصغر: عندما لا يتعلم الأطفال حب القراءة من الصغر فمن المرجح أن يفقدوا الاهتمام بها في سن الرشد.
- سرعة وتيرة الحياة: تتميز الحياة في العصر الحديث بالوتيرة المتسارعة مما يترك للناس القليل من الوقت للقراءة.
- وجود وسائل ترفيه أخرى: أصبحت وسائل الترفيه الأخرى، مثل التلفزيون والألعاب الإلكترونية، أكثر جاذبية للناس من القراءة.
في رأيي جميع هذه العوامل تلعب دورًا في انخفاض معدلات القراءة.
سرعة وتيرة الحياة: تتميز الحياة في العصر الحديث بالوتيرة المتسارعة مما يترك للناس القليل من الوقت للقراءة.
فكّرت بهذا الموضوع ولم أجد في الحقيقة له أي تبرير منصف فعلاً، سرعة وتيرة الحياة في المنطقة الأوروبية وصرامة العمل فيها أكثر بكثير من المنطقة العربية ورغم ذلك هناك التزام غير طبيعي بالقراءة في تلك المناطق على عكس مناطقنا، أراقب مثلاً على أقل تقدير المترو ووسائل المواصلات في بلادنا وبلدانهم، الكل في بلادنا معه موبايلات، هم بالأغلب كتب، شيء غريب ولا علاقة برأيي لسرعة وتيرة الحياة بالأمر بسبب ما ذكرت.
التعليقات