يملك كل منا بعض المقتنيات التي تمثل له قيمة معنوية أكبر من قيمتها المادية، فما هي أحد هذه المقتنيات التي لا تتخيل أنك ستتخلى عنها في يوم من الأيام؟
ما هي أحد مقتنياتك القديمة التي يستحيل أن تتخلى عنها، ولماذا؟
عندما تركت بيتي القديم، شعرت حينها أني فقدت جزء كبير من حياتي وذكرياتي، على الرغم من أنني لدي قدرة كبيرة على التكيف بشكل عام، لكنه كان من الأحداث الفارقة بالنسبة لي. لديّ بعض الصناديق التي تحتوي على بعض الأشياء كونها لها ذكريات محددة، وهناك شيء غير مادي وربما يكون غريب قليلًا ولكني أعتبره ضمن مقتنياتي المعنوية، وهو محادثات الأصدقاء على whatsapp or Messenger، والسبب أنها تحمل سنوات كثيرة من العشرة وتغيرات الوقت والشخصيات.
بصراحة عندي مشكلة في الارتباط بالأماكن والأشياء المادية الشخصية لا أدري هل بسبب تنقلي في أكثر من مرحلة عمرية بسبب عمل الوالد صغيراً ثم تغيرات الحياة كبيراً، وهل هذه مشكلة تحتاج للعلاج
على العكس عبد الرحمن، الأماكن التي نعيش فها لفترات تصبح جزء من شخصياتنا، بمعنى أنك لو رجعت مرة أخرى لهذه الأماكن لشعرت داخلك برغبة لإحياء جزء محدد في شخصيتك ارتبط بهذا المكان. هناك فصل كامل في كتاب (المخ السعيد) لكاتبه دين بيرنيت، عالم الخ والأعصاب، يتحدث فيه عن ارتباط تكوين الشخصية والذكريات بالأماكن والأشياء المادية ( يعني جملة الحاجة دي جزء من شخصيتي) ليست جملة مجازية أو هوائية، كل ما نمرّ به يشكل شخصياتنا.
يتحدث فيه عن ارتباط تكوين الشخصية والذكريات بالأماكن والأشياء المادية
ولكني ألا يدخلنا ذلك في التعلق العاطفي والذي قد يكون مرضيًا أحيانًا؟ يعني حسبما فهمت من كلامك أنّ الارتباط بشيء ما أمر واجب حدوثه وأن عبد الرحمن وأمثاله لديهم مشكلة. أنتِ تؤيدينه في فكرة أنّ لديه مشكلة تحتاج للمراجعة والحل. مع أنني أرى أن منطق عبد الرحمن هو الأكثر سلامة من بيننا، فأنا عن نفسي أتمنى لو لم أكن مرتبطة بشخص أو شيء، ولكن طبع الإنسان يميل للتعلق بما يحب، ولذلك فإن العكس (عدم الإرتباط) هو قدرة عظيمة لا يمتلكها كل الناس.
لم أقصد أن لديه مشكلة بل قصدت توضيح العكس، أعني أننا جميعنا نمر بتجارب نتعلق فيها بأماكن وذكريات وأشياء مادية وهي تشكل أجزاء في شخصياتنا، ولكن التغيير هو سنة الحياة، ولا شيء يبقى على حاله، فكلامي هنا عن أن ما يشعر به في فترات هو أمر طبيعي ولا يستدعي الانغماس والتفكير فيه على أنه مشكلة وتحتاج لعلاج، إلا لو كان الأمر يؤثر عليه بشكل نفسي وهذا أمر آخر.
فأنا عن نفسي أتمنى لو لم أكن مرتبطة بشخص أو شيء
سؤال بسيط لديه مغزى، هل شاهدتِ فيلم into the wild؟
لم أقصد أن لديه مشكلة بل قصدت توضيح العكس، أعني أننا جميعنا نمر بتجارب نتعلق فيها بأماكن وذكريات وأشياء مادية وهي تشكل أجزاء في شخصياتنا، ولكن التغيير هو سنة الحياة، ولا شيء يبقى على حاله، فكلامي هنا عن أن ما يشعر به في فترات هو أمر طبيعي ولا يستدعي الانغماس والتفكير فيه على أنه مشكلة وتحتاج لعلاج، إلا لو كان الأمر يؤثر عليه بشكل نفسي وهذا أمر آخر.
إذًا نحن نسير على أرضٍ مشتركة.
سؤال بسيط لديه مغزى، هل شاهدتِ فيلم into the wild؟
لا للأسف. سمعت عنه فقط، لكن لو نصحتني به سأشاهده. هو من نوعية الأفلام التي أحبها على كل حال وهي أفلام محاولة النجاة والبقاء على قيد الحياة. ما علاقتها بموضوعنا؟ هل تقصدين فكرة التجرد من التعلق بالأغراض المادية وما إلى هذا؟
جوائزي وشهاداتي التقديرية التي تحصلت عليها خلال سنين الدراسة كافة. والأغرب من ذلك هو أوراق امتحانات الثانوية العامة لأنها كان فترة صعبة جدًا وفارقة في حياتي ولم أمر بها بل مرت هي عليّ حرفيًا وداستني، ونجوت منها بأعجوبة، ولا أعتقد أنني مهما عشت قد أعيش فترة موترة مثل فترة الثانوية العامة.
لدي الكثير من الأشياء، لست في رفاهية أن أقول أنه لا يمكن التخلي عن أي شيء، ولكن أهم شيء بالنسبة لي حقا، صور من رحلوا، ومقتنياتهم، أخص منهم بالذكر المرحوم جدي -من ناحية أمي- الحاج علي سعد الدين (معروف في بلدنا بالصعيد باسم علي صابرة).
أنا شخص من عادته الاحتفاظ بكل كراكيبه القديمة حتى تأتي أمي أو زوجتي فترمي بها في صندوق القمامة وتعصف بقلبي معها وذلك بحجة أن أشيائي تثير الفوضى في حجرة المكتب.
مع أنني أحتفظ بإشيائي على مكتبي وفي أدراجه فقط.
أنا حتى أحتفظ بزجاجات المياه الغازية البلاستيكية وأصنع منها أشياء لطيفة أستخدمها مثل مقلمة مثلا أو زهرية أضع فيها ورود.
التعليقات