كل منا لديه شعور بالخوف من شيء ما، لو هذا الخوف عبارة عن غرفة، برأبك كيف ستكون على ماذا تحتوي؟
لو كان خوفك القديم غرفة، كيف ستكون؟
أعتقد لو كان خوفي غرفة فستكون هادئة وكأنها تحمل بين جدرانها ذكريات لا تموت، في زاوية منها يوجد كرسي خالي كان يجلس عليه أشخاص أحببتهم وفارقوني، وكلما نظرت إليه شعرت بوجع الفقد، وعلى رفٍ قديم تتراكم دفاتر مكتوبة بأحلام وأمور كنت أخطط لتحقيقها ولكن أجلتها لسبب أو لآخر، كما أن الغرفة تكتنفها حالة من الصمت المريب كأنها تذكرني بكل شيء لم أفعله أو لم أقله، لكن بالتأكيد هناك دائماً فرصة للخروج.
شخصيا أعتقد أن الغرفة الخاصة بي قد تكون مليئة بأشخاص أعرفهم وأحبهم يصفونني بالفشل أو أنني خيبت أمالهم أو ما شابه، فهذا كان يقلقني دائما، بحيث كنت أعمل كل ما في وسعي لأرضي كل من حولي وأجعلهم يفتخرون بي، كما كنت استمد رضاي عن نفسي من خلال مدح الآخرين، وبالتالي فأكبر مخاوفي كان ألا أجد هذا المدح
كانت ستحتوي على نوافذ كثيرة مقارنة بمساحتها، ويمر من أمامها الناس ليلًا نهارًا، والجدران ستكون باللون الرمادي، باهتة، والأرضية لا يوجد عليها سجاد أو فرش من أي نوع، ودومًا ستكون باردة، وعلى الرغم من ذلك أسير عليها بلا حذاء. الخزانة مفتوحة، وكل شيء مكشوف، لا خصوصية.
والغرفة ضيقة جدًا، وفوضوية للغاية.
ربما تلك هي الغرفة التي توازي الرهاب الاجتماعي الذي عانيت منه في فترة ما من حياتي.
الحجرة ستكون بها ثلاثة أبواب يوجد وحش مخيف يدور حولها أسمع صوته يتردد داخل الحجرة ، الباب الأول يحمل أسم الماضي ، الباب الثاني يحمل أسم المستقبل ، الباب الثالث يحمل أسم الموت، الحجرة نفسه ستكون مظلمة يضيئها شمعة تمنح بعض الدفئ مع مقعد مريح ومكتبة تمتلئ بالكتب ، التي تحوي كثير منها قصص بها صور ملونة مجسمة .. والآن لننظر لتلحليلك لهذا الأمر.
أتوقع الوحش هذا يعبر عن قلقك وخوفك والتي لا يمكن أن تحصره بسبب واحد وهو يطاردك باستمرار، ولكن بالنسبة للأبواب هل كانت مقفولة أم مفتوحة؟ أرى أن لديك وعي كامل بمخاوفك وتراقبه ولا تسمح له بأن يعوقك، هل نجحت كطبيب نفسي😅؟.
لو كان الخوف القديم غرفةً... لكانت **قبوًا منسيًّا تحت السلالم**:
- **مظلمة** بلا نافذة، تُسمع فيها همسات الماضي المُشوَّشة.
- **جدرانها متصدعة** بورق حائط أصفر، تظهر من خلاله شخوص بلا وجوه.
- **رائحتها** تُذكِّرك بغبار الذكريات التي لم تُنفض أبدًا.
- **الباب يُصرّح قليلًا** كأنه يدعوك للدخول، لكنك تعرف أن مفتاحه ضاع منذ زمن.
وأنت واقف على عتبتها، تتردد: هل تدخل لمواجهة ما بداخله، أم تترك الباب يُغلق وحده ببطء... حتى يُختَتم السقف فوق كل ما خَشيتَ أن تعرفه عن نفسك.
> (الخوف يصبح غرفة حين نمنحه مساحةً من الذاكرة... ربما الحل ليس الهروب، بل إشعال نور بداخله).
التعليقات