هل يمكننا القاء اللوم على المدرسة لعدم تعليمها لنا كسب المال ؟

لو انتظرنا أن المدرسة تعلمنا كل شيء فلن نتعلم شيء، لأن المدرسة تعلمنا الأساسيات وتدريجيا وصولا للجامعة تجد ما تتعلمه ينعكس على تفكيرك وعلى سلوكياتك بالتأكيد، أما التعلم الذاتي يكون للتركيز على مهارة بعينها والتخصص فيها مثلما فعل صديقك بالبرمجة وتصميم المواقع.

أما عن دافع التعلم، فهذا له عدة أسباب، قد يدرس الشخص منا مجال بالجامعة ولا يحبه، وبالتالي يبحث عن مجال يتعلمه يجد شغفه فيه، وشخص مثل صديقك وجد الدنيا ضاقت به فبحث عن وسائل لتحسين مستواه، لذا الأسباب كثيرة المهم أن يكون لدى الشخص العقلية التي تدفعه للتغيير والحصول على حلول تساعده ليصل لما يريد

أنا عن نفسي ألقي كثير اللوم عليها، كثيرة هي السنين التي كان يمكن اختصارها لو علمونا هذه الاشياء منذ الصغر، ولذلك برأيي يمكننا إلقاء اللوم على المدرسة لعدم تعليمها كيفية كسب المال لأن مناهجنا سخيفة، تركز بشكل رئيسي على المناهج الأكاديمية التقليدية دون تقديم مهارات عملية تتعلق بإدارة الأموال أو تحقيق الاستقلال المالي، أسوأ ما يمكن أن يحصل لإنسان هذا التأخير.

وأضيف لهم كيفية بناء مشاريع صغيرة، هذه المهارات الأساسية للحياة العملية، النظام التعليمي أشعر بأنه يميل إلى إعداد الطلاب لوظائف تقليدية بدلاً من ريادة الأعمال أو التجارة. يريدوننا محدودي الدخل، هذا النقص بالمعرفة كثير ما كنت شاهد على شبّان ارتبكت حياتهم لانعدامه، لإنه يجعل الشباب يواجهون صعوبات في العالم الحقيقي، دون أي أفق معرفي ولو جزئي.

طبعا الأنظمة التعليمية في الدول النامية فاشلة, كيف يعقل أننا نعيش مرحلة إنتهاء عهد الوظائف الحكومية التقليدية وفي نفس الوقت لا وجود لبرنامج تعليمي بديل لهذه الوظائف؟

يجب أن يكون هناك برنامج تربوي متكامل لتعليم أساسيات الاقتصاد بالمراحل الدراسية المبكرة. فبينما يدرس الأطفال مواد مثل الفيزياء، الكيمياء، البيولوجيا، اللغات، التاريخ، والجغرافيا... نجد أن الاقتصاد يغيب تماما عن المناهج إلا في مرحلة التخصص, فكيف سيتدبر الطالب مابعد مرحلة تخرجه وهو لا يفقه شيئا في كيفية بدء العمل لكسب المال؟

تعليم الاقتصاد منذ الصغر ليس مجرد إضافة، بل ضرورة لتأهيل الأجيال للتعامل مع التحديات الاقتصادية اليومية. الاقتصاد ليس مجرد مجال متخصص، بل جزء أساسي من حياتنا اليومية، وله أهمية تفوق بعض المواد التي تهم المختصين فقط.

أنا لا أربط التعليم بأنه مصدر المال، أو سبب امتلاكه والكفاية منه، فلو كان كذلك فوضع التعليم الحالي بمعظم الدول يلزمنا جميعاً بالفقر.

اكتساب المال أساسه المهارة والكفاية منه تعتمد على الاتقان واستراتيجيات الكسب المختلفة، وهو أمر بعيد كل البعد عن أن نتعلمه بمدرسة أو حتى بجامعة