أشعر أحياناً أنني أعمل بنفس الطريقة لفترة طويلة دون أن أتوقف لتقييم أساليبي أو أسأل نفسي إن كنت أستطيع تحسين أدائي أم لا، أعلم أن التطور المهني يتطلب المراجعة المستمرة، لكنني لا أعرف من أين أبدأ أو كيف أقيم نفسي بشكل فعال دون الانشغال فقط بالروتين اليومي، برأيكم كيف يمكنني إعادة تقييم أساليب عملي باستمرار وبطريقة تضمن تطوري المهني؟
كيف أعيد تقييم أساليب عملي باستمرار لضمان التطور المهني؟
إعادة تقييم أساليب العمل تتطلب التفكير العميق والتنظيم، وهو أمر يمكن تحقيقه إذا وضعت خطة منهجية متوازنة بين التقييم الذاتي والتفاعل مع الآخرين. للبدء:
أولاً، خصص وقتاً دورياً للتفكير بعيداً عن الروتين اليومي. اختر وقتاً هادئاً في نهاية كل أسبوع أو شهر لمراجعة ما قمت به. اسأل نفسك: ما الذي حققته؟ ما الذي واجهت فيه صعوبات؟ وما الذي يمكن تحسينه؟
ثانياً، ضع أهدافاً محددة وقابلة للقياس. عندما تعرف ما تريد تحقيقه على المدى القصير والطويل، يمكنك تقييم مدى التقدم بناءً على تلك الأهداف.
ثالثاً، استخدم التغذية الراجعة كأداة رئيسية. اطلب ملاحظات صادقة من زملائك أو مديرك بشأن أدائك، وكن منفتحاً لتلقي النقد البناء.
رابعاً، تعلم شيئاً جديداً باستمرار. انضم لدورات تدريبية أو اقرأ في مجالك، مما قد يلهمك أساليب عمل جديدة.
خامساً، قارن أسلوب عملك بأساليب من تثق بهم أو تعتبرهم قدوة مهنية، وراقب كيف يديرون وقتهم ومهامهم.
وأخيراً، لا تخف من التغيير. قد يكون من المفيد تجربة أساليب جديدة حتى لو كانت تبدو غريبة في البداية. التقييم الفعّال يتطلب شجاعة للنظر إلى ذاتك من منظور مختلف والعمل على تطويرها بخطوات ثابتة.
اطلب ملاحظات صادقة من زملائك أو مديرك بشأن أدائك، وكن منفتحاً لتلقي النقد البناء.
تعديلات العملاء وتقييماتهم في النهاية هي بمثابة مؤشر لما يجب العمل عليه وتطويره، ولهذا أنا في نهاية كل مشروع لا بد أن أسأل العميل عن رأيه وتقييمه الكامل للعمل، فيهمني كثيرا معرفة النقاط التي قد تكون فاتتني أو أحتاج للعمل عليها والانتباه لها أكثر، وهذا يعلمني شيء جديد في نهاية كل مشروع.
ثالثاً، استخدم التغذية الراجعة كأداة رئيسية. اطلب ملاحظات صادقة من زملائك أو مديرك بشأن أدائك، وكن منفتحاً لتلقي النقد البناء.
على الرغم من أن طلب التغذية الراجعة من الزملاء أو المدير قد يبدو خطوة جيدة لتحسين الأداء، إلا أنني أعتقد أن آراء الزملاء قد لا تكون دائمًا حيادية، لأنها في كثير من الأحيان تحتوي على مجاملات تهدف إلى تجنب إزعاج الشخص أو الحفاظ على العلاقات الودية في مكان العمل، وقد يكون من الصعب الحصول على تعليقات صادقة ومباشرة من الزملاء.
أظن أن أهم خطوة لتقييم أساليب عملك تتطلب منك أن تأخذ استراحة وتتوقف عن العمل بين الحين والآخر. خلال تلك الفترة يمكنك مراجعة أعمالك السابقة من جميع الجوانب سواء طريقة التواصل مع العملاء أو جودة العمل المقدم أو سعر الخدمات وغيره، مما يتيح لك أن تصحح مسارك وتجد جوانب القصور لتجنبها وتجد جوانب القوة للحفاظ عليها. ولا يجب أن تنظر أبدا لفترات التوقف تلك على أنها خسارة بل على العكس تماما فهي ما ستضمن استمرارية نجاحك ومواكبتك لكل التغيرات وبقاءك على اطلاع دائم بكل مستجدات مجالك
أعتقد بالفعل أن فترات التوقف مهمة للغاية، لأنها تتيح لنا فرصة للتفكير العميق ومراجعة مستوى تقدمنا، وهذا يساعد في الحفاظ على النجاح ومواكبة التغيرات المستمرة في مجالنا، لكن إذا كانت هذه الفترات طويلة بشكل مبالغ فيه أو قائمة على التسويف فقد تتحول إلى عائق بدلًا من أن تكون أداة للتطوير، فالتوقف المبالغ فيه يمكن أن يؤدي إلى إبطاء التقدم، وقد يكون نتيجة للتأجيل غير المبرر للأعمال المهمة.
التعليقات