نواجه جميعًا تحديات كبيرة في محاولات إرضاء العميل المتطلب، فنحن كمستقلين بحاجة إلى تحقيق التوازن بين تلبية توقعاته ووضع حدود واضحة، وشخصيًا أحرص على الاستماع الجيد له وجعله يشعر بأن احتياجاته مهمة بالنسبة لي، كما أقوم بتقديم حلول واقعية تتناسب مع ما يطلبه، ومع الاستمرار في التواصل الاحترافي أتمكن من نيل رضاه وفي نفس الوقت الحفاظ على مساحتي الشخصية والمهنية، وأنتم كيف تتعاملون مع العميل المتطلب باحترافية لكسب رضاه؟
العميل المتطلب، كيف ترضيه وتحافظ على حدودك في الوقت ذاته؟
العميل المتطلب لا تنتهي طلباته للأسف! يكفي أن تحترم العقد المبرم بينكما لتسليم العمل بأفصل جودة ممكنة مع الابقاء على الاحترافية في التواصل والاحسان في الكلام والمعاملة. آخر عميل لي من هذا النوع توقف عن ارسال طلباته بعد أول فاتورة حاسبته فيها على طلب من طلباته, وطبعا اتحدث عن الطلبات التي تأتي بعد انتهاء العقد. أما التي قبلها فتكون تحت بنود متفق عليها من الطرفين.
ألا تجد أنك فقدته بهذه الطريقة، في حين كان يمكن أن يكون بينكما فرصة للتعاون أكثر لو حاولت أن تنسق الصفقة بينك وبينه فتتفق على حجم التعديلات المجانية وبعد هذا العدد يكون هناك دفع لأي تعديلات إضافية، وبذلك الاتفاق يكون سيد الموقف، وتكون حافظت على علاقتك به
أظن أن أفضل وسيلة لإرضاء العميل المتطلب تكمن في الحفاظ على التواصل المستمر والشفاف، بحيث يكون العميل على دراية تامة بمراحل العمل. هذا يمنحه شعورًا بالاطمئنان، ويقلل من احتمال طلب تغييرات مفاجئة في اللحظات الأخيرة. وأذكر في أحد المشاريع أنني اجتمعت مع صاحب المشروع بعد قبول العرض مباشرة وفهمت جميع التفاصيل المطلوبة، لكن بعد أن انتهيت من المشروع تماما أخبرني صاحب المشروع بعدد كبير من التعديلات استغرق وقتا ومجهودا مماثل لما استغرقه تنفيذ المشروع نفسه، وبالتالي أظن أنني لو بقيت على تواصل دائم معه كنت سأوفر الكثير من الوقت
وبالتالي أظن أنني لو بقيت على تواصل دائم معه كنت سأوفر الكثير من الوقت
للأسف أحياناً يكون العميل المتطلب متردد للغاية وقد يطلب المزيد من التعديلات رغم علمه بجميع خطوات العمل ورغم قيام المستقل بتنفيذها بدقة، وشخصيا صادفت هذا الأمر عندما قمت بتنفيذ مشروع لعميل متطلب والمتابعة معه خطوة بخطوة حتى الوصول لنهاية المشروع، ولكن كانت النتيجة هي طلب المزيد من التعديلات التي تتطلب تغيير العمل بالكامل، فقد كان يبدو أن استشار أحد الأشخاص المقربين له ونصحه بتغيير جميع تفاصيل العمل رغم كونها نالت إعجابه.
هناك الكثير من الحلول النظرية التي عرضتِّها وعرضها الأصدقاء في التعليقات مثل التواصل المستمر والشفاف والاستماع الجيد والاتفاق الكامل على كل تفاصيل العمل قبل البدء.
لكن بالنسبة لي وعلى أرض الواقع، لم يفلح أي من ذلك إلّا قليلا، ولم أعد أتعامل مع العملاء المتطلبين.
في المشروع الأول أحاول أن أرضيه بأي طريقة وأن أقدم له مستوى يفوق توقعاته العالية من الأساس، لكن بمجرّد الانتهاء لا أقبل منه أي مشاريع أخرى، بذلك أحافظ على وقتي وصحتي الذهنية التي أستغلها بشكل أفضل في مشاريع أخرى تستحق.
لكن بالنسبة لي وعلى أرض الواقع، لم يفلح أي من ذلك إلّا قليلا، ولم أعد أتعامل مع العملاء المتطلبين
صحيح ولكن يجبرنا عدم استقرار العمل الحر أحيانا على القبول بتنفيذ مشاريع مثل هؤلاء العملاء، كما أننا لا نعرفهم غالباً إلا بعد البدء في التعامل معهم لذلك نحن مطالبون بإيجاد وسيلة فعالة للتواصل معهم والوصول لحل وسط معهم.
بعد ان كنت اساير العملاء وافعل كل مايطلبونه،
أيقنت أن التعامل مع عملاء متطلبين هو امر خاطئ ومشروع خاسر،
و كوني صاحب استضافة واقوم بتأجير المواقع
أصبحت عندما يأتيني المستأجر ويقول لي اريد هذا واريد ان تعدل على هذا،
أعتذر منه على الفور واقول له لا نقوم بعمل تعديلات خاصة ويمكنك النقل ان أردت،
العميل المتطلب سيطلب مرة ومرتين وثلاثة واربعة ولن تنتهي طلباته وفي النهاية سيكون غير راضي ، او مثلا ستقوم بعمل 999 تعديل له وعندما يطلب تعديل رقم 1000 وترفض ، لن يعجبه وسيستغني عنك وربما يذمك ،
ولهذا السبب ان صادفني عميل وطلب اكثر من تعديل واحد،
الغي عملي معه
قد يفلح ذلك بالفعل في المشاريع الخاصة بعيدًا عن منصات العمل الحر المختلفة، لأن المنصات للأسف تحكم على المستقل بالاستمرار في تقديم الخدمة للعميل المتطلب وعدم الإلغاء وإلا سيؤدي ذلك إلى التقييم السلبي لخدمته والتأثير سلباً على سمعته للأبد، لهذا يجد المستقل نفسه أحياناً مضطراً لتنفيذ جميع متطلبات هذا النوع من العملاء.
لقد تعاملت في الفترة الأخيرة مع أكثر من عميل متطلب وهو أمر كابوسي وهناك نوعين من العملاء المتطلبين:
عميل مهني له متطلبات كثيرة
ترتبط كثيراً بكون أن عمله يحتوي على الكثير من المهام التي تحتاج لإنجاز وهو غالباً يتعامل معي كما لو أني كنز فعندما أمنحه وقت أكثر .. أو أنجز له مهام قد تكون زائدة عن متطلبات العمل الأصلية .. يطمع في تحقيقي للمزيد ، وربما يلعب على وتر إحتياجي للنقود أو لكونه أختارني أنا بالتحديد .
كيف أتعامل معه؟
حسناً بدايتاً أوضح له بشكل لا يحتمل التأويل أن مهام وظيفتي الأصلية هي كذا وكذا ، وليست كذا .. وأنا فعلت كذا من أجله فقط ، فإذا أحتاج لكذا فعليه تعييت (فري لانسر آخر يقوم بهذه المهمة بشكل أفضل) فإن طالبني أن أقوم بها بحجة أنني أجيد تنفيذها (( وهو أمر قد يكون حقيقي)) حينها أطلب منه أجر أضافي ، ولكن بسعر أقل ، وهكذا أضمن أنني على الأقل أحقق بعض الأرباح ، ومثلما قلت عندما أكتسب ثقته يلجأ لي في الكثير من المهام وربما يدفع لي حتى أكثر لأنني قمت بتقبل مهام في وقت سابق بسعر أقل .
عميل غير مهني له متطلبات كثيرة
وهو باختصار من لا يقدر قيمة المجهود المضاعف أو المهام الزائدة التي أقوم بها والتي لا ترتبط في العادة بمتطلبات العمل الأساسية ..و هو غالباً يتعامل معي كما لو أني (عبد) فعندما أمنحه وقت أكثر يعتبر أن هذا حق طبيعي من حقوقه وأنه يكفي بأنه (أنعم علي بأختياري للعمل معه مقابل ما دفعه) أو أن ما دفعه هو يكفي لكل المتطلبات
كيف أتعامل معه؟
حسناً هذا عميل غالباً أفقده لأنه يثير غيظي وحفيظتي وغضبي فمهما كنت مثالياً ومحترفاً في التعامل معه هو يعد نفسه أنه الحاكم الناهي الذي يجب دوماً طاعته في أي وقت وتحت أي ظرف لتلبية أياً ما كان يطلبه سواء كان هذا ضمن نطاق الوظيفة أم لا .. حتى أنه غالباً ما يلجأ للكذب أو تأويل كاذب لما كتبه أو طلبه ، حينها أقوم بتسجيل كل شيء ورفع كل المحادثات الخارجية أولاً بأول على موقع العمل الحر الذي أعمل به وغالباً ما أستشير خدمة العملاء بموقع العمل الحر في تصرفات ذلك العميل وإطلاعهم على سلوكياته الخاطئة أولاً بأول ، لكي أحصل على التوجيه ولكي أضمن أن لا يحاول هذا العميل من سرد أكاذيب عن طبيعة ما أقوم به ... غالباً ما يؤدي ذلك لخسارة المشروع والعميل أيضاً .. لكن أكسب بالمقابل راحتي النفسية وهي في هذا الوقت أكثر أهمية.
التعليقات