بالطبع هناك أسباب كثيرة لذلك بالنسبة لي، لكن أهمها أنه يتناسب تمامًا مع نمط حياتي، فبإمكاني تحديد مواعيد عملي واختيار مكان العمل الذي يناسبني، وهذا يساعدني على التوفيق بين شغلي وحياتي الشخصية بكل سهولة. هذه المرونة مهمة جدًا بالنسبة لي، لأنها تتيح لي أن أصمم حياتي العملية بناء على حياتي الشخصية لا العكس فأجد الوقت للعائلة، وممارسة هواياتي والدخول بمشاريع جانبية. بكل بساطة، العمل الحر يعطيني الحرية لأعيش حياتي بطريقتي الخاصة، ويدمج العمل بشكل سلس في يومي. هذا هو السبب الرئيسي بالنسبة لي، فماذا عنك؟
كمستقل، ما السبب الذي يجعلك مستمرا بالعمل الحر حتى اليوم؟
لأنه لا يسعني ألا أكتب.
مهما انقطعت لفترات أجد رغبة الكتابة تعيدني مجددًا.
ولأني لا أفضل الاختلاط بالناس لفترات طويلة فلم أعمل بشهادتي الجامعية ولا في أي مجال آخر، جربت طبعًا لكن شعرت بإجهاد ذهني فظيع ففضلت العمل من المنزل.
سبب آخر وهو البقاء مع أطفالي والقيام بأمورهم، إذ يمكنني العمل ليلًا بينما هم نائمون مثلًا.
بالنسبة لي وجدت فيه ميزة التجربة بشكل مستمر، واكتشفت من خلالها أن لديّ قدرات مختلفة يمكنني استغلالها لم أكن على دراية بها من قبل. أعتقد أنه لولا تجربتي للعمل الحر، ما كنت لأعرف بعض المناطق في شغفي، بالإضافة أنه عند وصولك لمرحلة متقدمة ومع إصقال مهاراتك، تستطيع إنشاء مشروع جانبي خاص بك، أو أن تكون مُقدّم خدمات محددة بمقابل مادي أنت فقط من يقرره، لذا فكرة العمل الحر بالنسبة لي هي أكبر فرصة للتعرف إلى قدراتك الحقيقية وتجربة مشروعات مختلفة وتحديد ما تستطيع أن تتميز فيه.
هذا ما حدث معي أيضًا في البداية فجربت الكثير من الأمور حتى وصلت لبعض التخصصات التي وجدت أني مهتم بها وأجيدها، لكن بالنسبة لي فترة التجربة هذه كانت صعبة ومرهقة ذهنيًا ونفسيًا خصوصا أن ظروفي المادية لم تكن على ما يرام وقتها.
المعاناة مع الإرهاق الذهني هي نقطة لا يدركها من لم يجرب العمل الحر، بالنسبة لي هي الأصعب وخصوصًا في أوقات ضغط العمل على مشروعات مختلفة، ولا أجد عادة مخرج سوى بإنهاء تلك المشروعات مهما كان التوتر المُصاحب لها، فهل مررت بتجارب من هذا النوع؟
يمكنني ان احدد السعر بنفسي
بأكثر من ٩٠% من المشاريع التي عملت فيها كانت مسألة تحديد السعر تتم عبر العميل نفسه، مرات قليلة التي كنت فيها أنا من أحدد السعر، وأتوقع أن هذا الغلّاب أيضاً في كل المشاريع تقريباً مع باقي المستقلين، طبعاً هذا في حال كان الشخص مثلي لا يملك صبر كبير للتفاوض، ربما تفعلين هذا الأمر أنت بملكة التفاوض وإفراغ الكثير من الصبر مع العملاء في التعامل مع هذه الجزئية.
يمكنني ان اعمل في المشروع الدي يناسبني ويعجبني.
هذه هي أكبر ميزة بالنسبة لي. الحرية في اختيار الأعمال التي أريد أن أقوم بها مع وضع شروطي التي تناسبني لإنجاز العمل، هذه الحرية لا توجد في العمل التقليدي، فنجد أننا مجبورين على تأدية كل ما يُطلب منا دون مناقشة، والرائع في تلك الحرية أنها تعطي لنا مساحة أكبر للإبداع وإخراج أفضل ما لدينا، وفرصة خوض تجارب مختلفة تزيد من مهارات وخبرات الإنسان، فحتى التحديات التي قد تواجهنا هي بمثابة دروس نتعلم منها.
قد تفرض علينا الوظائف الثابتة قوانين العمل التي تضع الحدود للموهبة والإبداع، وفي نفس الوقت لا توفر الحرية المالية، على عكس العمل الحر الذي أتاح لي إشباع مواهبي والقيام بما أحب دون وضع حدود للربح أو فرض استقطاعات، وهذا يشعرني بالاستقلالية فأنا فقط من يحدد كم المال الذي أرغب في ربحه خلال فترة زمنية معينة.
بالطبع هناك استقلالية أكبر في العمل الحر وكونه أكثر مرونة من العمل التقليدي لا تكون قواعده ومتطلباته بنفس الجمود، لكن لهذا الأمر وجه آخر ففي النهاية العمل الحر يتطلب درجة عالية جدًا من الإلتزام والمراقبة الذاتية فكونه مرن ولا يوجد به قواعد جامدة في كثير من الأحيان يجعل الكثيرين من الصعب عليهم الالتزام بالمواعيد وبشروط المهام وما إلى ذلك.
سأبدأ من الجانب المادي، ما تقاضيته من العمل الحر كان أكثر بكثير مما تقاضيته لسنوات في العمل التقليدي، سبب مقنع للاستمرار أليس كذلك؟! أضف إلى ذلك أن ما شغفني وهو الكتابة وصناعة المحتوى لم أكن لأمارسه مهنيًا لولا فضل الله ثم العمل الحر.
ما تقاضيته من العمل الحر كان أكثر بكثير مما تقاضيته لسنوات في العمل التقليدي
هذا حدث معي بالفعل ففي ظرف شهرين تقريبا حصلت على مبلغ يوازي ما كنت أحصل عليه خلال سنة من العمل التقليدي، وبالطبع هذا أكثر سبب مقنع الحقيقة 😅😅
أعتذر على التطفّل، لكن هل لديكم نصائح بخصوص العائد المادي؟ لأنّ أسوء شيء لي حاليا في العمل الحر هو العمل المادي. أنا كمبرمج أجد نفسي أحيانا أعمل على مشروع لمدّة شهر مقابل 220 دولار مثلا، ولا أستلم منها سوى 80%، أي 176 دولار بسبب عمولات مستقل وخمسات المرتفعة. هذا شيء بخس جدا مقارنة بالعمل التقليدي في شركة. علما أن تحديد السعر يتم قبل بداية العمل، وهذا مختلف عن العمل في شركة حيث يتم دفع راتب ثابت في نهاية الشهر.
أولًا لا يوجد تطفل على الإطلاق، المشكلة أن بعض العملاء يحسبون المقابل على أساس السوق المحلية وليس على أساس الدولار هذا من ناحية لكن من جهة أخرى البعض يلجأ لسوق العمل الحر ليحصل على عمل بسعر أقل من توظيف شخص بدوام كامل فمن الطبيعي أن يكون المقابل أقل لكن مع زيادة خبرتك في مجال العمل الحر ونمو معرض أعمالك تستطيع بعدها أن تتفاوض مع العملاء على مبالغ أكبر، إضافة إلى ان معظم مهام العمل الحر لا تتطلب عمل بدوام كامل فيستطيع المستقل حينها التقديم على أعمال أخرى والقيام بمهمتين خلال فترة الشهر هذه.
التعليقات