رفضت اقتراح المستقل بخصوص العمل ثم تبين لك أنه كان على صواب...هل ستعترف له بذلك؟

برأيكم، لماذا يصعب على العميل تقبل أراء المستقل دائماً وتجده يُشعر المستقل بأنه مهما اقترح لا يستطيع تجاوز خبرة العميل؟

أريد أن أتحدّث عن أمر هنا يقع به المستقلين عادةً، هو إدخال العامل العاطفي بقصد أو بدون قصد إلى العلاقة بينه وبين صاحب المشروع، هل هذا صحي؟ بالطبع لا، لا يجب إقحام أي نوع من أنواع العواطف والتفكير المستند على العاطفة في العمل، ولهذا هنا الأمر لا يعني أنّ صاحب المشروع أو أصحاب المشاريع هم في جهة والمستقلين في جهة مضادة، على العكس، لكلٍ قيمته ولكن بالطبع قد يكون العميل أكثر مباشرةً في توضيح أرائه وإصراره عليها لإنّه يتحدث عن:

• مشروعه الخاص وبالتالي هو يعتبر أي عبث أو رأي غلط قد يهدف ملكيته أو تتأثر به، فهو يحميها فقط
• لإنّهُ سيدفع وبما أنّ المال عندنا قيمة عالية نحن البشر فهو يعتبر نفسه غير مضطر لأي مجاملة أو تنازل طالما أنّه يدفع وأن المشروع قد يتضرر جراء ذلك
• العميل ولإنّهُ يتحدث عن مشروعه فيظن أحياناً أنّهُ الأكثر خبرة ودراية بما يحدث وهذا شكل عادي من العملاء وطبيعي ومتوقّع ولا يستدعي أي حساسية من العميل اتجاه هذا الأمر.

ما هي أنسب طريقة للتعامل برأيي في هكذا مواقف؟

توضيح الأمر والانسحاب، أي أن يطرح المستقل ما عنده من رأي دون أن يتوقع أي موافقة أو رفض ويتعامل مع الأمر بناءً على الاحترام وفقط وطالما أنّ الاحترام موجود إذاً باقي القصص تحكمها المصلحة المشتركة، أعطيه رأيي وله حرية الرفض ولو على أساس غير موضوعي.

برأيكم، لماذا يصعب على العميل تقبل أراء المستقل دائماً وتجده يُشعر المستقل بأنه مهما اقترح لا يستطيع تجاوز خبرة العميل؟

أجد أن هذا القول غير دقيق! ويشعرني وكأن العميل كائن فضائي يصعب التعامل بينهم وبين المستقل..

بالنهاية العميل يود مصلحته ولديه مخاوف معينة أهمها : أن يكون المستقل غير كفؤ، أو أن يستلم مشروع غير مكتمل الأركان وبالتالي يكون لديه قلق مستمر ولتجاوز هذه الأزمة لابد أن أقدم له الحلول التي تطمئن قلبه وأشرح له كل خطوة وما هي نتائجها. ويمكنني تفصيل الاقتراحات وتفنيدها ليسهل علينا الوصول لنقطة التقاء.

تعاملت مع الكثير من العملاء في مختلف المجالات وكان معظم العملاء الذين لا يقبلون الرأي الآخر لديهم تجارب سلبية سابقة. ولذلك كنت أقدم لهم ما يشاؤون بالإضافة لما أقترح. وحين تظهر النتائج أرى السعادة على وجوههم وهذا يكفي.

ولو كنت مكان العميل هل كنت تعتذر فعلاً؟

بالطبع أعتذر، فالاعتذار شيمة الكبار وهو خلق يوطد العلاقات.

بسبب بلورة مفاهيم خاطئة عن مصطلح " القوة". المعرفة هي القوة وبالتالي فإن عدم إلمامنا بكافة جوانب الأمور يضعنا في مواضع الضعفاء بالرغم من لا صوابيةهذه الحالة. فهذه الرؤية محدودة ومحبطة إذ أن المعرفة تراكمية ومتجددة ولا تتوقف أبدا .ومن هنا فإن عدم معرفتي بإحدى الأمور ثم التعرف عليها قد تجعلني أكثر قوة من صاحب المعرفة(الشخص الذي زودني بها). فقد أقوم بدمج هذه المعرفة التي حصلت عليها مع معرفة أخرى أمتلكها وأقوم بإنتاج معرفة جديدة. القوة هي السباق نحو إكتساب المعارف وليس بكمية المعارف. وبالتالي فلو كنت مكان العميل كنت بكل تأكيد إعتذرت لأنني لم أعط فرصة للفكرة المطروحة.

لم تقابلني مثل هذه المشكلة مع العملاء والحمد لله، لكن قد يكون العميل في هذه الحالة لديه وجهة نظر أخرى مخالفة لرؤيتك كمستقل؛ ولذلك يرفض الاقتراح، لكن ما يؤخذ عليه هو عدن النقاش؛ فلو أنه رفض بعد النقاش لكان الأمر عدم اقتناع بوجهة نظر المستقل... فهل طرحت عليه الاقتراح ثم قبلت الرفض دون نقاش أم حاولت النقاش ولكنه رفض؟

برأيكم، لماذا يصعب على العميل تقبل أراء المستقل دائماً وتجده يُشعر المستقل بأنه مهما اقترح لا يستطيع تجاوز خبرة العميل؟

لا اعتقد ذلك، العديد من العملاء عندما أتعامل معهم يقبلون راي بصدر رحب ويطلبون تفسير للامر ونقاش وبعدها يكون قابل للقبول أو الرفض، وإذا كان العميل أكث خبرة مني في المجال فسأتعلم منه.

المشكلة العديد من المستقليين يظنون أن العميل خارج المجال ويحبون فرض رأيهم عليه وتقديم النصائح كأنهم أكثر خبرة وعندما يناقشهم العميل يشعرون بمشاعر سيئة.

في العمل ليس علينا شخصنة الأمور وإنما العمل بالعقل وبما يتوجبه الموقف.

ولو كنت مكان العميل هل كنت تعتذر فعلاً؟

ليس اعتذر وانما اقر بصواب رأيه واشكره على الملاحظات وربما حتى أكافؤه لاجل هذا سواء في العمل أو في التقييم أو في المال، المهم أثني على رجاحة عقله.

ولو كنت مكان العميل هل كنت تعتذر فعلاً؟

وما حاجة المستقل لاعتذار العميل في أمر لا يخصه؟ هل هو مشروع العميل أم المستقل؟ هل العميل إذا لم يأخذ برأيه فهو أساء للمستقل كي يعتذر له؟ أظن أن المشكلة هنا ليست في العميل مطلقا بل هي في المستقل الذي يحمل هكذا عواطف, وأحكاما مسبقة حول صاحب المشروع الذي يرفض اقتراحاته.

العمل الحر ليس منافسة وسباق ومحاولة إثبات الذات لسان الحال: أرأيت؟ قلت لك أني على صواب!

يجب أن تكون العلاقة احترافية في إطار العمل بعيدا عن أي اعتبارات عاطفية, العميل لا هو صديق المستقل ولا أخ ولا زوج, هو طلب إنجاز عمل ما, المستقل تفضل مشكورا وبتطوع منه بإعطاء بعض الاقتراحات, العميل لم يقتنع لأنه مشروعه الخاص الذي ينفق عليه ماله والذي وضع له تصورا من الصعب أن يحيد عنه بمجرد اقتراح, لو اقتنع بجدوى الفكرة لنفذها, تبين لاحقا أن الفكرة كانت ذات جدوى, انتهى الموضوع هنا! لا حاجة للمستقل أن يأخذ الأمر بشكل شخصي وينتظر اعتذارا أو اعترافا, ولن يخطر ببال صاحب المشروع الاعتذار على سير مشروعه بشكل خاطئ لشخص غريب.

أغلبية العملاء يسيرون وفق المثل القائل " العميل دائما على حق" مدام هو السيد وهو المتحكم في سيرورة المشروع، وما على المستقل الا تنفيذ الطلب كما يريده هو.

لم يبدو لي ما قلتيه غريبا، لانني عايشت الأمر وأكثر، مرة نفذت مشروع العميل بالطريقة الخاطئة وبالرغم من درايتي بذلك واخبرته ولكن وجدت انه مصمما على رأيه ومنهجيته، ما علي الا تنفيذ طلبه كما يفكر فيه هو ولو كان خاطئا من الأساس، المهم من كل ذلك ان نكسب رضا وولاء العميل في المقام الأول.

ولو كنت مكان العميل هل كنت تعتذر فعلاً؟

لن اعتذر بالطبع، بطريقة اللفظية ولكن ضمنيا يمكنني ان اعترف وادراك بأن طريقته صائبة وافيده بأن يعمل عليها لانني اقتنعت بها، اليس ذلك كافيا؟ ولماذا نصل لحد الاعتذار مدام لا يوجد ظالم ومظلوم في هذه المسألة.