أثناء وجودي في هولندا اتصل بي صديق لي مقبل على مشروع وعرض علي مرافقته إلى مكتب للاستشارات و الأعمال. في حقيقة الأمر إنه من الصعب في عالمنا العربي من يذهب إلى مكتب إستشارات قبل البدء في مشروعه فهو يعتمد بالأساس على ذكائه الخارق وتوقعاته الحكيمة.

كانت التجربة من أفضل التجارب عندما إلتقينا بأحد خبراء الشركات الناشئة، فقد أدركت بدء عمل جديد هو اقتراح محفوف بالمخاطر حيث أنه تفشل حوالي 50٪ من الشركات خلال السنوات الخمس الأولى واستوعبت أيضا بأن هناك العديد من الأسباب لفشل الشركات الجديدة أهمها هو عدم فهم السوق المستهدفة وإذا كنت لا تعرف من هم عملاؤك وماذا يريدون ، فلن تتمكن من بيع أي شيء لهم، و أيضا يعد بدء عمل تجاري أمرًا مكلفًا ، حيث أن العديد من الشركات الجديدة ينفذ مالها قبل أن تتمكن من الانطلاق، فمن المهم أن يكون لديك خطة مالية قوية قبل أن تبدأ عملك. كما تطرق الخبير الإستثماري إلى مشكلة شائعة وهي تجميع الفريق الخطأ والخلافات بين الشركاء فمن المهم أن يكون هناك فهم واضح للأدوار والمسؤوليات لأنه إذا كانت هناك خلافات، فيمكن أن تتصاعد بسرعة وتؤدي إلى انهيار العمل و أخيرا العامل المحوري و هي الخطة التسويقية، بإختصار لا يمكن فتح أبوابك بدون الوصول إلى السوق المستهدفة.

وهنا تطرق صديقي للسؤال: وكيف يمكن للشركات الجديدة أن تنجح؟

أجاب هذا الخبير الرائع بكل ثقة وكأنه يعطينا خبرة سنواته و يقول له:

لا تبدأ، قبل العمل بيدك ودخول السوق وفهمه والاجتهاد فيه والتواصل مع كل عناصر السوق وهنا سيكون من السهل أن تدرس السوق وتأكد من فهمك للسوق الذي تدخله ومن هم عملاؤك المستهدفون، كما أنه عليك أن تأمن نفسك ماليا ويكون لديك ما يكفي من المال لتغطية تكاليف بدء التشغيل ونفقات التشغيل لمدة ستة أشهر على الأقل. و أنصحك نصيحة غالية، أحط نفسك بأشخاص موهوبين ومخلصين يشاركونك رؤيتك للأعمال، وأعطي لك في النهاية مفتاح النجاح في أي شيء، لا تيأس أبدا ، إن بدء المشروع التجاري يتطلب الكثير من العمل الشاق، ولكنه أيضًا مجزٍ للغاية. لا تتخلى عن حلمك، مهما كانت الأمور صعبة.

و أنت، ماذا تفعل إن أردت تأسيس مشروع؟ وهل ستذهب إلى مكتب إستشارات أم ستعتمد على خبراتك وحدسك؟