فضلا عن غموضها و سريتها فهي تعتبر من أغنى عائلات العالم، كيف لا و قد بلغت ثروتها خلال القرنين الماضيين نصف ثروة العالم أجمع !

ثورة فاقت الناتج الإجمالي الخام لعدد لا يحصى من الدول..

نتحدث عن العائلة الألمانية الأصل عائلة الروتشيلد Rothschild التي تمتلك من السلطة الكثير، أما عن مصادر دخلها فلم تتوقف يوما عند مصدر أو مصدرين، بل تعدت ذلك بكثير ابتداءً بالمصدر الرئيسي و هو الأعمال المصرفية فقد اعتبرت مجموعتهم المصرفية واحدة من أكبر ثروات التاريخ الحديث، مرورا بإقراض الحكومات و جمع السندات، و انتهاءا بصناعة النبيذ و امتلاك أكبر مصانعه بالولايات المتحدة الأمريكية.

و رغم أن البحث عن الأب الأكبر لعائلة الروتشيلد دائما ما ينتهي عند طرق مسدودة، إلا أن ماير روتشيلد يعد مؤسسا للعائلة و مديرا ماليا لها، و الذي بعدما وصل أبناؤه الخمسة سن البلوغ، تمركزوا في كل من لندن، باريس، فرانكفورت، فيينا و نابولي حتى يديروا الشؤون المالية المحلية للأسرة و يحييوا مجد إمبراطورية آل روتشيلد الذي لا ينتهي..

من الناحية التقنية و العملية فمن المنطقي أن تزدهر اقتصاديا عائلة ذات سلطة و نفوذ و مصادر دخل عديدة كعائلة الروتشيلد، لكن السؤال هو هل الأمر منطقي حتى من الناحية القانونية ؟!

هل من العدل أن تتنعم عائلة واحدة بكل هذه الثروات و النفوذ، بينما تعيش دول العالم الثالث أحلك الظروف و تعاني من مجاعات و أوبئة و فقر مدقع ؟

كيف يسمى النظام الإقتصادي العالمي نظاما إن لم يوازن بين ثروات الدول ؟

و حين نسمع أن ثلث المياه العذبة في العالم هي لعائلة الروتشيلد في حين يشرب الناس في جنوب إفريقيا من المياه القذرة ليتجنبوا الموت عطشا، كيف لنا أن نقول عن هذا النظام العالمي أنه نظام عادل؟

أتجدون أن هذا من العدل و أن كل ذلك هو من نصيبهم لجهدهم و عملهم من أجله؟ أم أنكم ترون أن المال حق مشروع بغض النظر عن ما يبذله المرء ليحصل عليه ؟