خلال فترة الخمسينيات، سطع عملاق الوجبات السريعة "ماكدونالدز". وعلى الرغم من أن "ماك" لا يمكن إنكار نجاحه المبهر وتقدّمه التاريخي في عالم المطاعم والاقتصادي وريادة الأعمال، فإنه لم ينجُ من المنافسة الشرسة مع شركات الوجبات السريعة التي أثبتت نفسها في هذه الصناعة أيضًا، والتي على رأسها منافسه الشرس وعدوه اللدود "برجر كينج".

كيف بدأت المنافسة بين خصمي البرجر؟

كانت انطلاقة سلسلة ماكدونالدز في عام 1953، وبعدها بعامين بدأت سلسلة جديدة في ظهور يبدو أنها سوف تكون منافسًا عنيدًا للغاية لكبير البرجر، وهي "برجر كينج".

بدأت الحرب عندما بدأ كلٌّ منهما في تعديل قوائم الطعام للحصول على القدر الأكبر من ولاء المستهلك. عرضت "ماكدونالدز" شطيرة البرجر مقابل 15 سنتًا، بينما اعتمدت "برجر كينج" على عرض شطيرة الـ"ووبر" الكبيرة بما يعادل 37 سنتًا فقط. ومن هنا ظهرت ملامح التنافسي بين الخصمين على العديد من الجوانب مثل السعر، والجودة، والحجم.. إلخ.

تخطّى الأمر حدود المنافسة على الوجبات أو الأسعار، حيث أنها مرت بالعديد من المراحل المتخمة بالمنتجات والأفكار، مع الظهور المستمر للسندوتشات والوجبات الجديدة، الصلصات والعروض والأسماء المبتكرة والحملات التي لا حصر لها، والتوسّع الملحوظ في العمليات الترويجية، والعمل على الفوز بسباق المقارنات بين الكبيرين، فيما عرف باسم "حرب البرجر".

تفوّق ماكدونالدز: كيف ينتصر مشروعنا في وجود منافس شرس؟

قامت صحيفة فاينانشال تايمز بتدشين تقرير حول حرب البرجر، وقد أظهر التقرير تفوّقًا كبيرًا للعملاق ماكدونالدز بالرغم من النجاح المبهر الذي حققه برجر كينج خلال الفترة الأخيرة من تاريخ البرجر، وعلى الرغم من جهوده الجبارة في استنساخ سياسات ووجبات ماك وتطويرها، حيث تمتلك ماكدونالدز أكثر من 31 ألف مطعم حول العالم، في مواجهة 12 ألف مطعم فقط لبرجر كينج. وتقدّر الأرباح السنوية لماكدونالدز بحوالي 23 مليار دولار سنويًا، مما يساوي 10 أضعاف أرباح المنافس تقريبًا.

في الصدد نفسه، كيف يمكن لنا كأصحاب مشاريع أن نخرج من حرب بهذه الشراسة بمكاسب اقتصادية؟ كيف يمكن أن نستغل المنافسة التجارية مع المشاريع الأخرى في صالحنا؟