أحد أصدقائي المقربين بعد أن أنهينا دراستنا في كلية الهندسة قرر السفر إلي إحدي الدول الأوروبية .. فأختار هو طريق السفر و أخترت أنا طريق الزواج .. و قد كنت و مازلت أعتقد أنه كان أكثر شجاعة مني .. و قبل أن يصعد إلي الطائرة قلت له " يوماً ما .. بعد عشر سنين من الآن .. سوف تعود إلي مصر .. و أثناء قيادتك لسيارتك المرسيدس سوف تصدم رجل أصلع .. يحمل في يده اليمني جريدة و في يده اليسري بطيخة - فأنا أعسر - و سوف يكون هذا الرجل هو أنا" .. ضحك كثيراً من كلامي و أعتبره محاولةً مني لتشجيعه علي السفر .. و الحقيقة أني كنت أعني كلامي هذا تماماً .. و قد حاولت كثيراً أن أتجنب هذه النبوءة .. و لكن حبي للبطيخ حال دون ذلك .. فكنت كلما مررت ببائع بطيخ لا أستطيع منع نفسي من شراء بطيخة .. و أنا أعتبر نفسي سعيد الحظ حتي هذه اللحظة أني لم أقابل صديقي هذا منذ سفره .. فقد كان كلما عاد إلي مصر في أجازة تحول ظروفي و ظروفه دون لقاءنا .. و رغم إشتياقي الشديد إلي رؤيته فأنا أتمني ألا أقابله إلا بعد أن تعاف نفسي أكل البطيخ .