أنا فخورة جدا كونني تربيت ونشأت في عائلة كعائلتي ... وخصوصا كون عائلتنا متجذرة في الشِعر .. اب والدتي كان يقرضُ الشعر وكل أفراد العائلة كذلك.. هذا ما جعلني أكون مولعة بالشِعر والكتابة ..

كان أبي يزرع في داخلي منذ الصغر العواطف والمشاعر الحقيقية والصادقة ..

لم يكن أبي خريج الجامعات ولم يكمل تعليمه حتى .. و انا لا انقص بهذا التعبير منه شيء.. بل بالعكس فما علمه لي قد يعجز الأطباء والمهندسين و غيرهم تعليمه لأبنائهم . لم يكن أبي من طبقة الدم الازرق ولكنه كان من الطبقة الكادحة التي صنعت مجدها بأيديها ..

إنّ ما يجعل جيلنا العربي اليوم غيرشغوف بلغته وغير متمكن منها هو الاطار الاسري الذي نشأ فيه فلأن عائلتي كانت شغوفة بالشِعر .. نشأت انا على هذا الشغف..

لم تكن ابدا حياتي وردية اللون و لم تكن طفولتي عادية ابدا مشيت على الشوك و تلقيت السكاكين في ضهري كثيرا . وتعلمت أكبر دروس حياتي عندما فقدت والِدي.. لم أكن أبدا كغيري نشأت بالم وحزن كبيرين لذلك انا دائما أرى ان الحزن هو من ينشئ الابداع وهو ما يكوننا شعريا وادبيا .. لذلك كل ما عاش الكاتب الم اكثر كل ما كانت كتاباته أكثر جمالية واتقان .

عرفت قيمة العاطفة الصادقة التي في داخلي من البشر لأنه أحيانا الاخر هو من يجعلنا ندرك قيمة ذواتنا بشكل افضل ..

كانت عاطفة من عرفتهم اقل ما يقال عنها انها عاطفة من الاسمنت والخشب ..

وكنت اخاف كثيرا ان اتأثر بافكار من حولي وعقليتهم الساذجة والسطحية والمنحطة.

ان تحمل اليوم مشاعر صادقة وتتمشّى بها امام الناس جريمة وخروج عن المألوف .. لأن كل شيء مختلف هو عدائي والعدائية تقلق ما اعتاد عليه الناس من افكار ..

لذلك انا أؤمن و بشدة انني مختلفة .. وصادقة وأنني ولدت لاغير العالم كثيرا او قليلا ..

وأنه لا سلطة تعلو فوق صوت الكلمة و لا احد يمكن ان يكون شبيه بالكاتب ولا نسخة له لانه هو من يحمل في داخله قلب الله.. وهو من يتكلم عندما يصمت الجميع

وان كان كل العالم يتجاهل الادب والادباء ويقلل من قيمتهم .. فانه شاء أو أبى يتشرف بأن تختلط أنفاسه بأنفاس أديب او فنان ..

شكرا لكل من مرّ وقرأ وتمعن 💗