وُلدت سارة فاقدةً للبصر، تكبر وهي تسمع همسات الناس من حولها: "مسكينة… حياتها مظلمة." لكنهم لم يدركوا أنّها لم تكن في حاجة إلى عيون كي تُبصر.
كانت ترى بلمسة يد أمّها، وبصوت العصافير عند الفجر، وبنسيمٍ عليلٍ يمرّ على وجهها في ليالي الصيف. شعرت أنّ الله عوّضها بعيونٍ في قلبها أعمق من أي بصر.
وفي يومٍ، جلست بين زميلاتها في الجامعة، فقالت إحداهن: "الحياة بلا بصر جحيم." فابتسمت سارة، وأجابت بهدوء:
"أنا التي لا ترى… لكنّني أبصر ما لا تُبصرون. أنتم تنظرون إلى السطح، أمّا أنا فأرى جوهر الأشياء. أنتم تبصرون الوجوه، وأنا أبصر الأرواح."
ساد صمتٌ عميق، كأنّ كلماتها اخترقت القلوب. وأدرك الجميع أن العمى الحقيقي ليس فقدان البصر، بل فقدان البصيرة.
العبرة: "ليس العمى أن تُغلق العينان عن رؤية الدنيا، بل أن تُغلق القلوب عن نور الحق".
التعليقات