اسمي باسم قبل سنتين بدأت مشروعي الخاص قبلها عملت لحساب شركتين كمبرمج، الأولى كنت جزءا من فريق وكان أحد اسباب استقالاتي من وظيفتي الأولى على ما أتذكر خلاف جرى بيني وبين قائد الفريق الذي كان زميلا لي قبل ترقيته، والخلاف كان حول سيرورة العمل أما سبب خروجي من وظيفتي الثانية كون بيئة العمل سامة جدا، وكانت فرصة للإنتقال من موظف إلى رائد أعمال وكانت أفضل خيار إتخذته في حياتي، قد يفشل الكثيرون في هذه النقطة لكن الإيمان بالفكرة والتكيف مع المتغيرات والانضباط كفيلين بمساعدتك على التقدم وكل هذا بتوفيق الله عز وجل.
بقيت على تواصل مع زميلي السابق عمر وكان التواصل فقط عبارة عن إتصال من مناسبة إلى مناسبة.
بلغني مؤخرا أنه أصبح رئيس قسم البرمجة وأثناء آخر محادثة أجريتها معه قبل يومين بدا لي أنه يحاول إعادة بناء الثقة بيننا كصديقين، ذلك لا يعني ذلك أننا أعداء لكن العلاقة بيننا أصبحت محدودة كثيرا منذ آخر لقاء، عمر هو إنسان طموح ولا أكن له أية ضغينة، لكن المسار الذي سلكه عندما كنت فى فريقه قد يسبب له الكثير من المشاكل، لننظر للأمر من جانب مختلف لقد مرت ثلاث سنوات على لقائنا الأخير، وللعلم الشيء الوحيد الثابت في هذه الحياة هو التغيير، بما أنه وصل لمثل هذا المنصب في غضون ثلاث سنوات من تعيينه كقائد للفريق،يبدو أنه وجد سبيلا لذلك، والمثال الآخر هو أنا فشخصيتي تغيرت على عدة مراحل فسابقا عندما يتعلق الأمر بالنجاح والتحسن والتطوير أصبح أعمى حيث إن أي مقترح يقدم لي أعطي تصورا له للمستقبل البعيد تبدو خصلة حسنة لكن بعدها أقاوم بشدة أي شيء يؤثر على الفريق أو العمل بالسلب، وحتى لو كانت الإدارة، لكن هل هذا الأمر هو الصواب دوما؟، كنت أومن بأنه يجب على الحق أن يقال، فلا أريد أن أندم لاحقا على غير ذلك.
هذه المقولة صحيحة لكن بعدها إكتشفت بعد مدة بعدا آخر لها، في بعض الأحيان قد لا تكون لدي المعلومات الكافية للحكم، وفي أحيان أخرى أتمادى وأمتنع عن الاستماع، وعندما لا ينجح الأمر أعتمد سياسة الهروب بحثا عن بيئة تلائمني دون التفكير في أن يمكن الوصول إلى حل وسط.
بعد أن فهمت أن لكل انسان خلفية وتجارب مختلفة تحدد سلوكه، هناك من رزق موهبة القيادة وهناك من لا يستطيع اتخاذ القرار، الأول يميل للمخاطرة والثاني يتبع التعليمات ويحسن القيام بما هو مطلوب منه، والإثنان يكملان بعضهما البعض، أما في أغلب النقاشات المطروحة فلا نرى وربما لا نريد أن نرى مقاصد الناس فنسمع فقط ما نريد أن نسمعه.
فهمت بعد ذلك أن الحوار مهارة يمكن تحسينها، فشخص يجري حوار عابرا ليس كسفير يتحمل مسؤولة العلاقات بين دول وشعوب
ستكون مهمتي التالية العمل على تحديد موعد لاجراء حوار ودي مع صديقي عمر لإعادة بناء الثقة.
متى نتوقف عن التعلم؟ فقط عندما لا نرغب بذلك، فهل منطقة الراحة في هذه النقطة تعمد إلى تأخيرنا، أم تخيرنا بأن هذا يكفي، متى ننتقل من نقطة لنقطة قصد التحسن. قد يعيش العديد من الأشخاص على فكرة خاطئة لذلك:
كيف نجد طريقا لما لا يمكن رؤيته، أو ما يخفى عنا؟
التعليقات