الالتزام صار مبدأ محبوك بنسيج المجتمع بسبب ضخّ الإعلام لهذه القيمة بشكل كبير، ويتم الإشادة بهذا الأمر مؤخراً على أنّه فضيل ومفتاح نجاح ولكن برأيي أنّ هناك جانب مظلم لهذا الالتزام، جانب سلبي لم يُحكى عنه كثيراً.

كثيراً ما تجعلنا هذه الفضيلة المزعومة نقع في التشبث بالعلاقات الفاشلة أو الوظائف غير المهمة والغير مجزية لا مادياً ولا معنوياً حتى ولا هي بالمريحة أصلاً! نتشبّت بهذا الأمر على اعتبار كل التزام صعب خلفه نجاح مدوّي. أريد أن أسأل: أين تحدث أكبر الإصابات؟ وأريد أن أجيب: في نادي بناء العضلات. ولكن لماذا باقي الرياضات لا تصدّر كل هذه الإصابات؟ لإنّ بناء العضلات صار مرتبطاً بالالتزام الشديد القاسي الذي يمكن أن يجعل الشخص مصرّاً على نظام قاسي معيّن قد يصيبه! يمكن أن نصبح منغلقين بسبب هذا الالتزام، يمكننا أن نعرف تأثير الالتزام السلبي عبر نصيحة الأشخاص الملتزمين بتغيير نظامهم سواء بالعمل/ الحياة، ستراهم يرفضون بشكل قطعي هذا الأمر، يرفضون كل وجهات النظر المتعارضة حتى بوجود الأدلّة.

لذلك برأيي علينا أن نتمثّل دائماً التزاماً إيجابياً يحمينا من الانغلاقية والتوقّف عن التطوّر والتغيير، على أننا ربما برأيي نجهل مميزات الالتزام الإيجابي وصفات الملتزم بشكل إيجابي في معمعة الخلط الإعلامي الذي نراه حالياً لهذا المصطلح والتشويش عليه!