أعتني في الكثير من الأوقات برأي الأطفال. ربما لأنهم يمتلكون وضعًا عقلانيًا مختلفًا في تحليل الأشياء، بسيطًا ومباشرًا. ونحن البالغين نحتاج إلى هذه العقلية في الكثير من الأحيان.

في هذا الصدد، تناولتُ حديثًا مع طفلة من العائلة حول بعض الأمور في ظروف المدرسة وخلافه. وبين أطراف الحديث، أتت فرصة لتحكي لي عن بعض أصدقاء المدرسة، حيث كانت من بينهم سيّدة أعمال واعدة في الصف السادس الابتدائي، لها مستقبل باهر في الانتظار على ما أتوقّع.

البيئة الاستثمارية بين طلّاب المدارس: كيف يعزّزها نظامنا التعليمي؟

على الرغم من هذه السن الصغيرة، فقد قرّرتْ الفتاة أن تبدأ مشروعها الخاص. أخبرتني صديقتها أنها أحبّت صنع الإكسسوارات اليدوية في سن أصغر من ذلك. لهذا السبّب قرّرت أن تبيع ما تصنعه.

أخرجت الفتاة هاتفها الذكي، ومنحتني نظرةً على مجموعة الواتساب التي أنشأتها صديقتها، رائدة الأعمال الواعدة، حيث ضمّ كل طالبات المدرسة من الفتيات (شريحة عملائها). وتبدأ الفتاة أسبوعها يوم الجمعة بمشاركة صور القطع الجديدة المطروحة للبيع.

بعد أن تشارك الصور على مجموعة الواتساب، تدوّن الطلبات الواردة وتسلّمها يوميًّا أثناء استراحة اليوم الدراسي. وتتميّز القطع بأسعار جيّدة للغاية (تسعير مناسب لشريحة العملاء)، بسيطة ومناسبة لأطفال في هذا السن ومن هذه الفئة الاجتماعية.

الحق يقال أنني انبهرتُ من نشاط الطفلة وطاقتها، وعلى ما أظن أنكم تنظرون إليها النظرة نفسها في الوقت الحالي. لكن الأزمة الحقيقية تكمن في التشجيع، فعلى الرغم من هذا النجاح في هذه السن، يحتاج الطفل إلى المزيد من الدعم والتعزيز لهذه الرغبة في الاستثمار والمثابرة.

في رأيكم، لو كنتم محلّ القائمين على إدارة المدرسة أو النظام التعليمي بشكل عام، ما الذي يمكنكم تقديمه لطالبة مثل هذه؟ وكيف ستعزّزون البيئة الاستثمارية في المدارس وتشجّعونها بمثل هذه التجارب؟