هل يستطيع روّاد الأعمال العرب إطلاق مشاريع مستوحاة من بيئتا العربية، بيئة المغرب العربي، الخليج العربي وبلاد الشام؟ 

نسمع يومياً عن مشاريع جديدة ورائعة عن تطبيقات التسوّق من المنزل، إدارة الاجتماعات عن بعد بالصوت والصورة، والعديد من المشاريع الناجحة المقتبسة من المشاريع الرائدة في الولايات المتحدة وأوروبا. حيث تتربّع التكنولوجيا على عرش الاستثمارات حالياً.

ولكن ماذا لو قمنا بتحدّي أنفسنا وعدنا إلى نقاط قوتنا وأصالتنا، واستنبطنا منها مشاريع ريادية تعبّر عنا وعن تاريخنا؟

في كل دراسة لمشروع قبل الشروع فيه يقوم الفريق المسؤول عنه (أو الفرد) بتحليل S.W.O.T لتحديد نقاط القوة ونقاط الضعف، الفرص والتحدّيات التي قد تواجه المشروع؛ فلماذا نهمل أقوى النقاط وهي توفر المساحات الزراعية الواسعة في بلاد الشام ومصر، والقدرة على استثمار مساحات البادية والصحراء لتوليد الطاقة الكهربائية، أو إنشاء محمية للطيور الجارحة في أبو ظبي مثلاً؟

هل نحن في حالة شحٍّ في الأفكار، أم أننا نرى المشاريع المرتبطة بالتكنولوجيا كنماذج أعمال واضحة ويمكن تقليدها ببساطة وإعادة تصنيعها بمسميّات جديدة.

أم أنّ ما يمنع هكذا مشاريع هو البنية التحتية الغير ملائمة، وقلة الخبرة المتوارثة من الجيل السابق في المجالات التي ترتبط بشكل مباشر بعالمنا العربي.

في النهاية لا يمكن أن ننكر أن هدفاً من أهداف أي استثمار أو مشروع جديد هو الربح المادي. فلا نستطيع إلقاء اللوم على شبابنا الذين يطمحون للنجاح والاستقلال المادي. فعالم الأعمال ليس عالماً وردياً، دائماً ما كان يحرّكه السعي وراء جني الأرباح والتقليل من التكاليف والمخاطر.

كدت أميل للاعتقاد بأنه لا توجد مشكلة من هذا النوع، وأن العالم بأجمعه يتجّه نحو الاستثمار في العالم الرقمي، إلى أن صادفني خبر على موقع BBC الأخباري يقول بأن الملياردير العالمي بيل غيتس يمتلك نحو 979 كم مربع من الأراضي الزراعية في الولايات المتحدة الأمريكية. ما يجعله أكبر مالك للأراضي الزراعية الخاصة.