هل لاحظنا بأن الطلاب بعد أزمة كورونا أصبحوا أقل معدل في ساعات الدراسة من ذي قبل، السبب في ذلك هو العامل النفسي الذي أثر على الطلاب بشكل سلبي منيجة انتشار وباء عالمي يقتل مئات الأرواح بشكل يومي.

الخوف والرهبة التي يشعر بها الطفل عندما يهدده والده بالضرب والشتم إذا حصل على درجات منخفضة في إمتحاناته هذا العام، تجعل عقله ينشغل بالتفكير في العواقب، أكثر من إنشغاله في الدراسة حفظ الدروس وفهمها، وهنا يأتي دور علم النفس والنظريات الإنسانية في التعلم التي كان لها دور كبير في الغرف الصفية منذ الربع الأخير من القرن العشرين، بعد أن أثبتت الدراسات العلمية أن فشل الطلبة الأذكياء في دراستهم يرجع إلى عوامل نفسية أثرت عليهم بشكل سلبي.

وقد كان للعالم كارل روجرز العديد من الدراسات التربوية، والذي التحق بكلية المعلمين في جامعة كولومبيا لدراسة علم النفس السريري، ثم عمل كأستاذ لعلم النفس وكان يدرس سلوك الطلبة وتكيف الشخصية عند الأطفال، ويرى روجرز بأن النظرية الإنسانية مبنية على دافع رئيسي للإبداع والإنجاز وتحقيق الذات، وتبدأ في التعلم من خلال مفهوم الذات الذي إذا تحقق فإنه بذلك يتحقق الشرط الأساسي الذي وضعته النظريات الإنسانية في التعلم.

ومن هنا يأتي السؤال الأساسي ألا وهو: كيف تقوم النظرية الإنسانية بتسريع وتيرة عملية التعلم؟

والجواب هنا كما قال علماء النفس لنا يكون من خلال ترتيب الاحتياجات الشخصية من حيث الأولويات، وذلك باتباع هرم ماسلو للاحتياجات، والذي يسعى الإنسان من خلاله لتحقيق ذاته، ويكون هذا عن طريق ترتيب الأولويات من الاحيتاجات كما درسها ماسلو والتي تتكون مما يلي:

الاحتياجات الفسيولوجية: كالتنفس والطعام والماء والنوم.

احتياجات الأمان: وهي تتمثل في الأمن الأسري، والأمن الصحي، والأمن الوظيفي وغيرها.

الاحتياجات الاجتماعية: والتي تتضمن ثلاثة محاور رئيسية ألا وهي العلاقات العاطفية، والصداقة، والأسرة.

الحاجة للتقدير وذلك عن طريق تحقيق مكانة مرموقة في المجتمع.

الحاجة لتحقيق الذات وهي السبب الرئيسي لوضع هذا الهرم، وأسمى ما يسعى الإنسان لتحقيقه في حياته هو تحقيق الذات عن طريق تطوير المهارات، وتحقيق إنجازات وشهادات علمية مهمة ترفع من المستوى الوظيفي للفرد، وتزيد من ثقته بنفسه، بهذه الطريقة تكون النظرية الإنسانية قد عملت على تسريع التعلم.

برأيكم ما هي الفوائد والأهداف التي قد تضيفها النظرية الإنسانية للعملية التعليمية؟