هل يمكن اعتبار الأفلام الوثائقية بديلا للكتب العلمية المعقدة؟


التعليقات

هناك فائدة كبيرة من هذه الوثائقيات، هي ثرية بالمعلومات وتتغلب على عقبة الملل الموجودة في الكتب، كما أنها تضم أشخاص جدد لعالم المعرفة لأنهم يعتمدون عليها وحدها، لن تقوم الوثائقيات مقام الكتب لسببين

- أن جمهور الكتب سيظل يفضل الكتب.

- الكتب تتمتع بالنصيب الأكبر من المعلومات رغم ثراء الوثائقيات.

ليس كل القراء يملون الكتب، أنا مثال، لا أتوقع أني سأهمل الكتاب، ويمكن وصف الوثائقيات بأنها ممتعة ومفيدة ومبسطة، لذلك يستفيد منها كل من القارئ والغير قارئ.

بالفعل الأفلام الوثائقية تساهم بصورة ممتازة في تثقيف العديد من الناس، بإمكانهم بالفعل أن يحصلوا على مرادهم في الوثائقيات وأن يصبحوا مثقفين إذا ما تابعوها بكثرة.

أطرح لكم نفس السؤال للنقاش: هل يمكن اعتبار الأفلام و السلسلات الوثائقية أكثر إفادة من الكتب؟ العديد منا يهجر الكتاب ويهمله لصعوبته وتعقيده، هل يمكن أن تكون الأفلام الوثائقية بديلا لهذه الصعوبة؟

شخصيا أنا لا أحب وصف الافام الوثائقية ببديل الكتب على الرغم من أن الكثيرين يعتبرونها كذلك، لأنه كما هو معروف فإنّ بناء فكرة واضحة عن قضية أو مسألة ما يحتاج الحصول على أكبر قدر من المعلومات ومن مصادر مختلفة، والكتب المختصة بطبيعتها تكون أكثر تفصيلا وتغمقا، ولهذا في اعتقادي فإنها تبقى أفضل مصدر للتعلم.

لكن في حالة الأشخاص الذين لا يحبون القراءة أو يجدونّ الكتب المختصة صعبة فإنّ الأفلام الوثائقية هي أفضل حل، لأنّها تقدم الكثير من المعلومات بطريقة أبسط وأكثر جاذبية بفعل استخدام الصور والمؤثرات البصرية.

لكن في حالة الأشخاص الذين لا يحبون القراءة أو يجدونّ الكتب المختصة صعبة فإنّ الأفلام الوثائقية هي أفضل حل، لأنّها تقدم الكثير من المعلومات بطريقة أبسط وأكثر جاذبية بفعل استخدام الصور والمؤثرات البصرية

وكأنكِ يا ايمان تقولين بأنه نستفيد ولو قليلًا أفضل من ألا نستفيد أو معرفة قليلة أفضل من عدم امتلاكنا للمعرفة، فالأفلام الوثائقية قد تضيف معرفة بسيطة حول قضية ما.

لقد شاهدت هذا الفيلم من قبل، أصبحت هذه الظاهرة منتشرة فلو جئنا مثلًا لقراءة رواية كبيرة تتعدى المئة صفحة مقابل مشاهدة فيلم ساعة أو ساعتان فإنه على الأغلب سيختار الأكثرية الفيلم .

باتت هذه الظاهرة منتشرة ولها سلاح ذو حدين حقيبة وكما ذكرت فإنه يمكن أن تشرح أو تلخص أو توضح موضوع معقد ولكنها لا يمكن أن تتطرق للتفاصيل كما يتطرق لها الكاتب في كتابه، هذا لو جئنا للوجه العام للاستفادة

ليس فيلما، بل مسلسل يزيد عن ست ساعات..

أعتذر أقصد المسلسل

أنا لست أوافقك في هذه النقطة، الرواية تختلف عن الفيلم، أنا أفضل قراءة رواية على فيلم، أما بخصوص سؤالي فهو عن الكتب العلمية والفلسفية..

هذه تبقى أذواق عفاف، وانا أيضًا مثلك ولكنى أتحدث عن الواقع وهذا ما يحدث فعلًا

ولكن الأمور العائمة المعقدة عفاف ينبغي أن يقرأ الفرد التفاصيل لكي يسهل عليه فهمها أما إعطاءه صورة عامة لن يجدي نفعًا إلا من باب الثقافة

مبدئيًا هناك فرق بين كتب تقدم اسلوب الكتابة والطرح بشكل سلس، تُعطي المعلومة للقاريء بشكل يسير، وبين كتب معقدة تتناول المواضيع بأسلوب كتابي معقد تجعل القاريء ينفر من قراءة كتاب بالكامل بعد قراءته لصفحة أو صفحتين أو حتى أكثر بقليل.

عمومًا دعينا نتفق بأن الأفلام والسلالات الوثائقية لا تغني بشكل كبير عن الكتب، لن أقول الأفلام الوثائقية مجرد ترفيه وتسلية فقط، بل أرى أنها تعطينا معرفة جيدة لا بأس بها ولكن هل تتعمق تِلك الأفلام في أساسيات المواضيع التي تتناولها؟ هل مخرجي ومنتجي وصانعي الأفلام يقدمون لنا الحقيقة فقط، بحيث لا يتحيزون للطرف ضد طرف أو أنهم يلمون بكل جوانب الموضوع؟!

عمومًا في زمننا ونظرًا لأن القراءة أصبح الإقبال عليها قليل وأن أمتنا عزفت عن القراءة كما قال المفكر التونسي "يوسف صديق" قبل أيام في معرض القاهرة الدولي للكتاب ولأن البعض يرغب في مشاهدة الصور المتحركة والألوان وأننا نعيش في أوج التطورات التكنولوجيا، ف لا ضرر ولا مشكلة في أن يتجه الشخص إلى الأفلام الوثائقية، بالطبع إذا أراد الإكتفاء بأساسيات الموضوع وليس التعمق بها، وبالطبع لا أنكر أهمية الأفلام الوثائقية في جعل دماغنا نشطًا.

ولكن من أراد أن يتعمق في موضوع ما أو قضية معينة، كما أراد أن يكتسب مفرديات لغوية تجعله شخصًا نهمًا في القراءة، فبالتأكيد سيلجأ إلى الكتب.

ردًا لسؤالك، أعتقد نعم، بل الأفلام الوثائقية أمتع، ولكنها ليست مرجعًا سريعًا، بمعنى أنه لا يمكنك الاحتفاظ بكامل المعلومات الواردة في كامل الحلقات، ولن تتمكني من فهرسة المعلومات، لن تتذكري أين ذكرت المعلومة ومتى للرجوع لها، أما الكتب فيساعدك الفهرس في ذلك وفيها سرعة في التنقل بين الصفحات.

العالم الذي نعيش فيه والألوان التي نراها، هي مجرد وهم،

جذبتني تلك الفكرة، هل تقصدين بأن العالم فعليا لا يحتوي على ألوان أو رائحة، لو جاء كائن فضائي مثلا للأرض ولا يمتلك نفس تركيبة الدماغ البشري هل سيري العالم أبيض وأسود وبدون رائحة؟

كخطوة اولى الافلام الوثائقيه جيدة

أرى أن الإجابة قد تكون نعم في العديد من الأحيان نظرًا لبعض العناصر التي توافرت خلال الآونة الأخيرة، والتي تتأتّى أفضليتها من التقنيات الجديدة والأدوات التي تساعد على إبصال المعلومات وربطها بصريًا بصورة كبيرة للغاية. لكن في إطار معيّن أجد أن الصور أقدر على إيصال المعلومة، وقبل توضيح ذلك، فإنني أجد الأفلام الوثائقية قد تكون مفيدة عن الكتب بسبب:

  • الربط بين المعلومات والأحدث والمشاهد، وهو ربط من الصعب دوثه في الكتب، حيث يحدث نادرًا من خلال الصور. أمّا بالنسبة للتوثيق، فهو يحدث من خلال الحركة والمشهد، وهو ما يتسبب في ذلك التوافق.
  • المتعة عامل أساسي في نجاح العملية، حيث أن معظم البشر لا يستمتعون بالكتب، ونظرًا أيضًا إلى التعقيد الذي تتركه الدراسة منذ الصغر في الكتب ولا تساعد العديد من الأشخاص على التمسّك بها كهواية لقضاء الوقت.
  • قصر فترة التناول التي تقضيها مع فيلم، فهي بالتأكيد أقصر بكثير من الكتب، وهو ما يساعد أيضًا على الاستمتاع والرغبة في الاستمرار لدى معظم الأشخاص.

بالنسبة إلى أهمية الكتب فإن الأمر له إطاره أيضًا، فالتوثيق النظري أرى أن له أفضلية من خلال الكتب، حيث أننا لا يمكننا صناعة فيلم وثائقي عن شرح مفصّل لنظرية فلسفية على سبيل المثال إلا من خلال قصة وحدث، لكن في الكتب بمكن طرح النظريات المجردة، وأظن ن ذلك الدور سوف تنحصر فيه الكتب خلال الحقبة القادمة.

الأفلام الوثائقية عالم مستقل بذاته وأنا شخصياً متابع شغوف لها حتى أن أكثر القنوات التلفزيونية التي أتابعها هي ناشيونال جيوجرافيك، غير أن الكتاب يبقى له طابع مختلف لكل عاشق للكتب، وتوصيل المعلومة عن طريق الفيديو وإن كان أسهل وأسرع إلا أن توصيلها من خلال الكتب أعمق وأكثر تأثيراً برأيى.

لا أعلم إن كانت أكثر إفادة، ولكنها مسلية أكثر من قراءة كتاب علمي مليء بالمعلومات التي لم تصبح فرصة لقراءة واحد منهم، ولكنني بالطبع أستمتع بمشاهدة الأفلام الوثائقية قليلاً.

أجد الأفلام بديلاً لهذه الصعوبة حيث أن المشاهد خاصة في صغر سنه لا يريد قراءة كتاب يحتوي على معلومات متراصة بل مشاهدة فيلم عنها وهذا جانب المتعة البصرية التي تفتقده الكتب.

هل الكون حقا بلا ألوان بذاته؟ وهل امتلاكنا لحرية الإرادة مسألة محسومة؟ في الأوساط العلمية المتعلقة بالعلم التجريبي، لا توجد أجوبة لهذه الأسئلة! وقول أن السلسة الوثائقية تقدم جوابا لهذا قول غير دقيق، وربما لا بأس لو قلت انه خاطئ، على حقيقة الأمر تلك المواضيع الشيقة ليست علما اصلا! نعم قد تدخل ضمن العلم إن حملناها لموضع الفلسفة، فهي تدخل ضمن العلم بإطاره العام، ولكني اتكلم عن ال Science، العلوم التجريبية وبشكل خاص البيولوجية وعلم الأعصاب كما قد يشير اسم العمل الوثائقي، في النهاية، هذه الأعمال الوثائقية مثل كثير من الكتب احد اهم أهدافها هو المال، والنقطة الفارقة هنا أن الأعمال الوثائقية أكثر تكلفة بكثير من الكتابة، العلوم جميلة، ولكن تحصيل العلوم ليست عملية ممتعة، الراحة لا تدرك بالراحة كما قيل، هذه طبيعة هذا العالم، ولذلك ليس غريب ان تنتهج هذه الأعمال الوثائقية منهجية ترتكز على الجذب في اختيار المواضيع، وليس على الفائدة، وإن حاولوا الموازنة احيانا، ولكن سيظل للجذب والمتعة ارجحية الكفة عندهم.

لذلك اغلب الأعمال الوثائقية بالنسبة لي لا تختلف عن ظاهرة تبسيط العلوم أو ما يسمى بال Pop-science، وانصحك بحلقة بودكاست لطيفة للشيخ المهندس عبد الله العجيري بعنوان "كم مقدار العلم في ظاهرة تبسيط العلم"

واخيرا بشأن

هل يمكن أن تكون الأفلام الوثائقية بديلا..

فالجواب من وجهة نظري باختصار نعم، ولكن بديلا لمن؟ وفي ماذا؟ ليست بديلا لطلاب العلم، وليس بديلا في جانب المعرفة، هي بديل لمن لا يريد العلم بل المتعة.

أما أن تكون الأفلام الوثائقية أكثر منفعة من الكتب، فذلك مستحيل لو تكلمنا بشكل عام، تعلم العلوم لابد يكون بشكل منهجي واضح، وليس كما في الأفلام الوثائقية، وأيضا كل معلومة لابد أن تكون مرفقة بمراجع، بالتالي يضمن الطالب تلقيه للمعرفة تلقي صحيح، ويمكنه بعد ذلك البناء على تلك المعرفة.

باختصار، الكتب تقدم علم دقيق. بينما الوثائقيات هذه تقدم معلومات مسلية.

اريد أن أقول في الاخير أن استبدال الكتب بالأعمال الوثائقية ليست دليل جودة تلك الأعمال، بل دليل تراجع المستوى المعرفي بين الناس، القراءة ضرورة، وتكاد تكون الكتب أفضل مصدر لتحصيل المعرفة، وكل ما في المساقات الجامعية وتلك الأفلام الوثائقية، موجود على الأغلب في الكتب ومأخوذ منه ابتداءا، ولكن ليس في تلك الأفلام الوثائقية إلا قليل مما في الكتب، ولا أنكر أن في بعض الأعمال الوثائقية فائدة على كل حال وأنها تستحق المشاهدة احيانا.


الأفلام الوثائقية

كل ماله علاقة بعالم الوثائقيات ، في كافة المجالات .. وأيضاً صناعة الأفلام الوثائقية..

62.1 ألف متابع