الإنتظار هو إنقضاء مهلة ما
الصبر هو التحكم في أفعالك حتى إنقضاء مهلة ما
يعتبر الصبر هو قرار واختيار وهو القدرة على التحمل في أكثر الظروف الصعبة، وهو الصمود في وجه الاشياء المؤلمة وتحملها دون اظهار الانفعالات حيث لا تكون هذه الانفعالات غير ظاهرة للآخرين ، وهو اتخاذ قرار معين اتجاه بعض المشاكل.
– قال النبي صلى الله عليه وسلم: (عَجَبا لأمر المؤمن! إنَّ أمْرَه كُلَّه له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابتْهُ سَرَّاءُ شكر، فكان خيراً له، وإن أصابتْهُ ضرَّاءُ صَبَر، فكان خيراً له ))
– وقال نافع أن ابْنُ عُمَرَ رضى الله عنه (رَجَعْنَا مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فَمَا اجْتَمَعَ مِنَّا اثْنَانِ عَلَى الشَّجَرَةِ التي بَايَعْنَا تَحْتَهَا كَانَتْ رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ. فَسَأَلْتُ نَافِعًا عَلَى أي شيء بَايَعَهُمْ عَلَى الْمَوْتِ قَالَ لاَ بَايَعَهُمْ عَلَى الصَّبْرِ.
– عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ أَنَّ أناس مِنَ الأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَاهُمْ ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُ فَقَالَ: (مَا يَكُونُ عندي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أذخره عَنْكُمْ وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ وَمَا أُعْطِىَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ).
– وقد ذكر الله تعالى الصبر في أكثر من مرة في القرآن الكريم، حيث ذكر ثلاث وتسعين مرة حيث قال تعالى (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ)،وقال تعالى (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ).
– قال الراغب الأصفهاني عن الصبر: (حبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع ، وعما يقتضيان حبسها عنه).
– عرف الجنيد بن محمد الصبر: (تجرع المرارة من غير تعبس).
– قال ذو الـنون المصـري عن الصبر: (التـباعد عـن المخالفـات ، والسكون عند تجرع غصص البلية ، وإظهار الغنى مع حلول الفقر بساحات المعيشة).
– عرف الجرجاني الصبر أنه: (ترك الشكوى من ألم البلوى لغير الله لا إلى الله).
– قال ابن القيم عن الصبر: (حبس النفس عن الجزع والتسخط ، وحبس اللسان عن الشكوى ، وحبس الجوارح عن التشويش).
– قال ابن تيمية رحمه الله: “الصبر الجميل هو الذي لا شكوى فيه ولا معه”
الانتظار: هي أحد الاشياء الدميمة التي يتعرض له الانسان في حياته، فأسوأ ما في الانتظار أن الانسان يكون مجبر عليه وليس مخير فيه، فهو ليس قراره، وتعتبر من أصعب اللحظات التي يمر بها الإنسان، ويسبب للإنسان الكثير من القلق والتوتر ويشتت التفكير، حتى ولو كان انتظار حدث سعيد.
– ويعتبر الانتظار فرصه للتأمل والتفكر، لكن لحظته قاسية وتمر ساعاته ودقائقه تمر كأنها سنوات، ويفرط الشخص في وقته دون فائدة ويعش من خلال الانتظار الكثير من ساعات الرعب والخوف من المجهول.
– الخوف من الانتظار لا يمكن علاجه، ولكن هناك بعض الوسائل التي قد تساعد بمنح الشعور بالأمان، كالإيمان بالله، والاقتناع أن الاستعجال في بعض الاشياء قد يتسبب في سوء وأن تأخيرها قد يكون سبب خير قادم
هناك فرق كبير بين الانتظار والصبر، فالانتظار ليس قرار ولكن يجبر عليه الانسان في الكثير من الاشياء، بينما الصبر اختيار وهو التحكم في النفس عند حدوث المصائب والاوجاع، ويجازينا الله خيرا عن الصبر، حيث قال تعالى (وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)، بينما الانتظار لا يجازي الله عنه حيت أن الانتظار هو ضياع للوقت دون هدف ودون فائدة.
التعليقات