لقد عاشت الشعوب العربية في البوادي لآلاف السنين و لقد إكتسب العرق العربي طيلة هذه الفترة طبائع لم تكتبسها الأعراق الأخرى و منها الحساسية الزائدة التي تؤدي في بعض الحالات إلى نوع من التعصب و قدرة تنظيمية غير طبيعية لتنظيم المجتمع الذي يتمثل في نظام القبائل.
إن توجهات الدول العربية التي تهدف إلى جعل المواطن العربي أكثر تحضرا هي محاولة فاشلة لم تأخذ بالأسباب و حاولت أن تناقض العربي في طبعه وبالأخص منطقة الخليج وبعض بلدان المغرب العربي التي فيها مجتمع قبائلي، هذا لأن من مقتضيات تحضر المواطن العربي هو ابعاد هذه الطبائع التي غرست في النفس العربية و التي يتم محاولة تغييرها بطريقة ممنهجة.
لطالما كنا نحن العرب أهل الثقافة و الفنون و تشهد على ذلك لغتنا و اللغة أول شاهد على طباع أهلها. لماذا إستقر العرب في الصحراء العربية رغم قساوتها، حرا و بردا جوعا و قحطا؟
الحرية. إن العربي يحن للحرية بطبعه، لا يريد أن يحكمه مهما كان فيطوعه فيقوده كيف ما يشاء و لقد لاقى في هدفه مشاقا لا تسطع عليها أغلب شعوب العالم و إنه عندما عبر عن ذلك الشعور، طعم الحرية، قال الشاعر:
ونا هُو الطَّير لَربَد بُو جلاوي .... عندي البعد والدّاني سُوا
بْوادي بَرّ في مَـنْـع الشّهاوي .... نْقِيموا صبح ، ونْشِيلوا عَشا
رقاب الرّال وخْشُوش الفجاوي .... ياتَن بالفرَج للي مشَى
دوا للحَيّ ما كَيفَه مْداوي .... رْكوب القُود هزّتّا شفا
تْفَضِّي البال لا جَت ف السّراوي .... وتصْبح في ضحاضِيحاً اخْرَى
عبدالمطلب الجماعي