إنما نحن بشر، وبما أننا بشر فنحن معرضون للوقوع بالأخطاء، ونجد من أنفسنا ظواهر الزلل من حين لآخر سواء في الماضي أو في الحاضر أو في المستقبل فنحن قد نقع بالخطأ، أما من يعتقد أن البشر معصومين فهو بعيد عن الصحة والمنطق، فما من بشر كامل أو معصوم من الأخطاء إلا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أما غيره من البشر فيقعون بالخطأ. أما معيار التباين بينهم فهو مقدار خطئهم وما هي أثره وقوته على الرغم من أن الخطأ هو خطأ في كل حالاته، وعندما تقول بأنك لا تخطئ فأنت من كوكب آخر غير كوكب الأرض، وإن كنت من كوكبنا فأبشّرك أنك ستخطئ كثيراً، والناس لا يقرون النجاحات بل هم غالباً ما يركزون على الأخطاء بدلاً من النجاحات، وهذا الأمر لا يعزز الاجتهاد، فإن كنت مثلاً مديراً لأحد الشركات واجتهدت مثلاً في مئة قرار وأخطأت في عشرة فأنت في عين المجتمع مخطئ في عشر قرارات، بل وقد يتم فصلك من عملك بدعوى أنك تخطئ، ولا ينظر لإنجازاتك التسعين من القرارات الصائبة.
فهل تعتقد أن التركيز على أخطاء الآخرين ظاهرة منتشرة في كل القرون و الأزمان؟ أم انها أكثر انتشارا في العالم الحديث؟
التعليقات