التصرف عكس التوقعات والخروج عن القطيع عناد أم سعي للتميز ؟

لا أعتقد أن المشكلة تكمن في السير مع القطيع أو مخالفته، لكن الفكرة كلها تكمن في إعمال العقل والتفكير. فلا يعقل أن يكون الشخص منقاد عميانيا وراء جميع التقاليد والعادات المتوارثة دون أن يسأل عن سبب نشأتها وعن مدى صحتها، كما لا يصح أيضا أن يكون الشخص معارضا عنيدا لكل ما هو موروث دون حتى أن يفهمه أو أن يتعرف عليه بشكل أعمق، فبمجرد كونه شيء موروث فهو أصبح العدو الأول له دون إبداء أي أسباب. لكن الصواب يكمن في التفكير والتحقق من مدى صحة الأمور المتوارثة والمتعارف عليها، بحيث نتبع ما يصح منها ونعترض على ما هو سيء ومفسد منها

بالنسبة لي، أرى أن التصرف عكس التوقعات والخروج عن القطيع يمكن أن يُفسر من وجهتي نظر مختلفتين. في بعض الأحيان، أعتقد أن هذا النوع من التصرفات هو سعي حقيقي للتميز. مثلاً، عندما أقرر تأجيل شيء ما لأقوم به في الوقت الذي أراه مناسبًا لي، أشعر أنني أستفيد من تحقيق أهدافي بشكل أفضل. هذا يعكس قدرتي على التفكير النقدي وتحديد أولوياتي.

من جهة أخرى، قد أجد أن بعض التصرفات تُعتبر نوعًا من العناد، حيث يتجاهل الشخص النصائح المفيدة أو يتصرف بطريقة تتحدى الأعراف. أحيانًا، أرى الناس يقاومون الأوامر بدون سبب واضح، مما يجعلني أتساءل عن الدوافع وراء سلوكهم.

بالمجمل، أعتقد أن الأمر يعتمد على السياق والدوافع. إذا كان التصرف ناتجًا عن رغبة حقيقية في تحسين الذات، فأنا أميل إلى اعتباره سعيًا للتميز. لكن إذا كان مجرد رد فعل على الضغوط أو رغبة في إثبات النفس، فقد يُعتبر عنادًا.

لذا، أرى أنه من المهم فهم الظروف والدوافع وراء تلك التصرفات لتقييمها بشكل أكثر دقة.

الخروج عن القطيع هي محاولة للتغيير دائما سواء نجح الشخص أو فشل يعني ليس أمرا يسيرا أو سهلا، ولن يقدم عليها أي شخص، لأنها تطلب شجاعة لأن السير ضمن القطيع في كل شيء يكون أكثر أمانا، فعلى سبيل المثال لو بدأت بيزنس في مجال معين وابتكرت شيئا مختلفا غير مجرب من قبل، أنت فقط من سيتحمل العواقب إن فشل ولكن ستحصل على مزايا كثيرة لو نجح، هناك شركات تبادر لتكون المبتكرة والخارجة عن المألوف، وهناك شركات تفضل أن تتبع هذه الشركات التي أخذت المخاطرة بحيث تقلل النفقات التي قد تنتج عن ذلك، وطبق ذلك بكل شيء حتى بالحياة بسبب هؤلاء يحدث تغيير وطفرة وطبعا يرافق ذلك دراسة جيدة للشيء الذي سنقدم عليه حتى يكون قرار الخروج صائبا

التفسيرات المختلفة للفردية والانفصال عن مسار القطيع تعتمد بشكل كبير على السياق والثقافة والتجارب الشخصية للفرد. يمكن أن يكون هذا النمط من التصرفات مسعى شخصياً للتميز والتحرر، أو يمكن أن يُفسر على أنه عناد ومقاومة للأوامر والتوجيهات، فكل الشخصيات المؤثرة في الطريق لم تتخذ الطريق المعتاد، بل سلكت طريق مختلف تماما. يمكن أن يكون رفض الشخص للامتثال الفوري للأمر نتيجة لرغبته في تحديد هويته الفردية وتحديد مساره الخاص. يمكن أن يكون هذا إشارة إلى قدرة الفرد على اتخاذ القرارات الخاصة به وتطوير مهارات الاستقلالية.