يَرتَبِطُ التَّرْكِيزُ فِي أَنْقَى أَشْكَالِهِ حَوْلَ القُدْرَةِ عَلَى تَوْجِيهِ العَقْلِ نَحْوَ شَيْءٍ وَاحِدٍ وَمُحَدَّد. وَفْقًا لِقَانُونِ الكَفَاءَةِ المَفْرُوضَةِ، فَإِنَّ الوَقْتَ لَا يَكْفِي أَبَدًا لِإِنْجَازِ كُلِّ شَيْءٍ، لَكِنْ هُنَاكَ دَائِمًا وَقْتٌ كَافٍ لِإِنْجَازِ الأُمُورِ الهَامَّةِ. بِمَعْنًى آخَرَ، لَا يُمْكِنُكَ القِيَامُ بِكُلِّ المَهَامِّ الصَّغِيرَةِ، لَكِن يُمْكِنُكَ التَّرْكِيزُ عَلَى الأَهَمِّ وَالأَكْثَرِ تَأْثِيرًا، وَهَذَا هُوَ المَطْلُوبُ لِتَحْقِيقِ النَّجَاحِ فِي الوَقْتِ المُتَاحِ. عِنْدَمَا تَتَأَخَّرُ فِي إِنْجَازِ المَهَامِّ الأَسَاسِيَّةِ، سَتَجِدُ نَفْسَكَ مُضْطَرًّا لِلْبَدْءِ بِهَا فِي اللَّحَظَاتِ الأَخِيرَةِ، مِمَّا يَزِيدُ مِنَ الضُّغُوطِ وَيُؤَدِّي غَالِبًا إِلَى الأَخْطَاءِ وَإِعَادَةِ العَمَلِ، وَهُوَ مَا يَضُرُّ بِالإِبْدَاعِ وَالجَوْدَةِ.

لِلتَّعَامُلِ مَعَ هَذِهِ التَّحَدِّيَاتِ، يُمْكِنُك اسْتِخْدَامُ ثَلَاثَةِ طُرُقٍ رَئِيسِيَّةٍ تُسَاعِدُكَ عَلَى البَقَاءِ مُرَكَّزًا عَلَى أَهَمِّ مَهَامِّكَ، وَهِيَ: تَحْدِيدُ المَهَامِّ الأَكْثَرِ أَهَمِّيَّةً الَّتِي تُسَاهِمُ بِشَكْلٍ كَبِيرٍ فِي نَجَاحِكَ الشَّخْصِيِّ وَالمِهْنِيِّ، إِلَى جَانِبِ التَّرْكِيزِ عَلَى المَهَامِّ الَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تُحْدِثَ فَرْقًا كَبِيرًا إِذَا أَنْجَزْتَهَا بِشَكْلٍ جَيِّدٍ. فَضْلًا ضَرُورَة تَقْيِيمِ المَهَامِّ الحَالِيَّةِ وَالتَّرْكِيزِ عَلَى الأَكْثَرِ أَهَمِّيَّةً وَقِيمَةً بَيْنَهَا.

إِنَّ أَهَمَّ أَدَوَاتِ التَّفْكِيرِ القَوِيَّةِ لِلنَّجَاحِ هِيَ قُدْرَتُكَ عَلَى الفَصْلِ بَيْنَ أَوْلَوِيَّةٍ وَأُخْرَى. يَلْزَمُكَ بَعْضُ الدَّقَائِقِ كُلَّ يَوْمٍ لِتَجْلِسَ هَادِئًا دُونَ تَشْوِيشٍ. وَخِلَالَ هَذَا الوَقْتِ، اسْتَرْخِ وَفَكِّرْ فَقَطْ فِي عَمَلِكَ وَنَشَاطَاتِكَ، مِنْ دُونِ ضَغْطٍ أَوْ تَأْثِيرٍ. فِي كُلِّ قَضِيَّةٍ، وَخِلَالَ هَذَا الوَقْتِ مِنَ العُزْلَةِ، سَوْفَ تَتَلَقَّى أَفْكَارًا مُبْتَكَرَةً وَرُؤًى تُوَفِّرُ الكَثِيرَ مِنْ وَقْتِكَ إِذَا طَبَّقْتَهَا عَلَى العَمَلِ. وَسَتُجَرِّبُ أَحْيَانًا اخْتِرَاقَاتٍ سَتُغَيِّرُ وَجْهَ حَيَاتِكَ وَعَمَلِكَ.