القانون لا يردع المنحرفين ولكن يمنع الأسوياء من تلبية رغبة الانحراف

إذا غاب القانون تمامًا، فمن المرجح أن يتحول المجتمع إلى حالة من الفوضى، حيث يسعى الأفراد لتحقيق مصالحهم الشخصية دون اعتبار للآخرين. هذا لا يعني أن الجميع سيصبحون منحرفين، ولكن الغالبية قد تنجرف نحو السلوكيات الأنانية بسبب غياب الرادع.

ومع ذلك، قد تظهر مجموعات صغيرة تلتزم بالقيم الأخلاقية وتحاول إعادة النظام، مما يدل على أن الإنسان لديه قدرة على التعاون والتضامن حتى في أصعب الظروف.

أولًا كما ذكرت فالانحراف نفسه قد يحدث نتيجة لأسباب ومحفزات كثيرة، أي أن حتى الشخص الصالح تحت مؤثرات أو مواقف تهدد أمنه وسلامه: حالات الحروب والأسر وغيرها، قد تتغير الطباع والصفات التي كانت يومًا طبيعية. بخصوص القانون هو رقيب بالطبع وعدم وجوده هو فوضى عارمة، ولكن هل غيابه يحيل الصالحين إلى منحرفين؟ أي مثلًا ما يمنع الشخص من ارتكاب الجرائم هو خوفه فقط من القانون؟ اعتقد أنه قد يكون من أساليب التخويف فعلًا، ولكن ماذا لو كانت الجريمة لن تُحتسب؟ أو سيكون لديه تذكرة خروج بمنتهى البساطة، فما المانع هنا؟ في رأيي معتقدات الشخص نفسها وبوصلته الداخلية هي قانونه الأول قبل القانون الفعلي، لأن القانون الفعلي يتغير بتغيير المجتمع والثقافة، ولكن سؤالك يستحق التفكير.

بصراحة، لا أعتقد أن غياب القانون سيحوّل الجميع إلى منحرفين، فبعض الأشخاص لا يحتاجون إلى رادع خارجي ليكونوا صالحين، لأن أخلاقهم ومبادئهم هي التي تحكمهم. صحيح أن القانون يضع الحدود ويمنع الفوضى، لكنه ليس ما يجعل الإنسان أخلاقياً بالضرورة. هناك من يلتزم بالقيم لأنه يؤمن بها، وليس خوفاً من العقوبة. لكن في المقابل، غياب القانون سيمنح الفرصة لمن كانوا يكبحون رغباتهم خوفاً من العقاب، مما قد يؤدي إلى انتشار الفوضى. في النهاية، الأمر لا يتوقف فقط على وجود القانون، بل على وعي الأفراد والتزامهم بمبادئ تتجاوز مجرد الخوف من العقوبة

أرى أن المجتمعات التي اختبرت فترات من الفوضى أظهرت أن الناس ينقسمون: البعض يحاول الحفاظ على النظام بوازع داخلي، بينما يستغل آخرون الفرصة للسيطرة، السرقة أو الانتقام.

إنها طبيعة البشر نميل لفعل الخير بالفطرة لكن الكثير لا يتحكم في نفسه (إغراءات، طمع، خوف)

القانون ليس مجرد رادع، بل هو توازن يضبط النزعات البشرية، لكنه ليس وحده ما يجعل الناس صالحين أو طالحين.

سؤال مثير للتأمل والتفكير العميق. من المهم أن ندرك أن القانون يلعب دورًا حيويًا في تنظيم المجتمع والحفاظ على النظام العام. ومع ذلك، فكرة أن غياب القانون سيحول الجميع إلى منحرفين تعتمد على عدة عوامل ومفاهيم نفسية واجتماعية. دعنا نناقش بعض النقاط:

### الطبيعة البشرية

1. **التنظيم الداخلي**: هناك أشخاص يمتلكون تنظيمًا داخليًا قويًا وأخلاقًا ثابتة تجعلهم يتصرفون بأمانة وعدالة حتى في غياب القانون.

2. **البيئة والتربية**: القيم والأخلاق التي يكتسبها الفرد من بيئته وتربيته تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل سلوكه. الأفراد الذين ينشأون في بيئات داعمة وأخلاقية قد يستمرون في التصرف بنزاهة حتى في غياب القانون.

### دور القانون

1. **الردع**: القانون يعمل كوسيلة ردع لمنع الأفراد من ارتكاب الجرائم. غياب القانون يمكن أن يؤدي إلى زيادة في الجرائم بسبب عدم وجود عواقب ملموسة.

2. **تحقيق العدالة**: القانون يضمن تحقيق العدالة ومعاقبة المخالفين، مما يسهم في استقرار المجتمع.

### الواقع الاجتماعي

1. **التنوع البشري**: البشر متنوعون في تصرفاتهم ودوافعهم. هناك من يميل إلى الأمانة والنزاهة، وهناك من يمكن أن يستغل غياب القانون لتحقيق مصالح شخصية.

2. **العوامل الاجتماعية والاقتصادية**: في بعض الأحيان، تكون الجريمة نتيجة لضغوط اجتماعية أو اقتصادية. تحسين الظروف المعيشية والتعليمية يمكن أن يقلل من احتمالية وقوع الجرائم.

### النتائج المحتملة

1. **زيادة الفوضى**: في غياب القانون، قد تزداد الفوضى والجرائم، خاصةً إذا لم يكن هناك نظام بديل لضبط السلوك.

2. **تعزيز القيم**: قد يتمسك بعض الأفراد بالقيم والأخلاق بسبب اعتقاداتهم الشخصية ودوافعهم الداخلية.

بشكل عام، يمكن القول أن غياب القانون قد يؤدي إلى زيادة الجرائم والفوضى، لكنه لن يحول جميع الناس إلى منحرفين، حيث يعتمد ذلك على طبيعة الفرد وقيمه الداخلية. يبقى التوازن بين القانون والقيم الأخلاقية الأساسية هو المفتاح لاستقرار المجتمع.

 من شاهد مسلسل ساعته وتاريخه سيدرك أنه ليس كذلك وأن الجريمة لها ألف صورة وألف ألف دافع موجود عندنا جميعاً

أتفق معك بأن مثل هذه الأعمال هي التي تثري الوعي بالنسبة لمن لم يخوض التجربة ولم يكن مقربا منها.

فما مدى اتفاقكم مع فكرة أن غياب القانون سيحول الجميع إلى منحرفين بحكم أن هذه من طبائعهم ؟

هذا حقيقي تماما، قسم شرطة المرج بدأ يتطور ويتحسن مؤخرا، ولكن حتى فترة قريبة كان الفساد مستشري (أتحدث هنا عن حي بعينه وليس عن المنظومة الأمنية / القضائية ككل)، لدرجة أن الجميع تقريبا -إلا من رحم ربي- ينساق إلى الإجرام، بما في ذلك أطفال في عمر المراهقة لم يبلغوا العشرينات بعد، أو أصغر سنا.

أعتقد أن غياب القانون قد يؤدي إلى حالة من الفوضى، لكنه لا يعني بالضرورة أن الجميع سيتحولون إلى منحرفين. القانون بلا شك عامل رادع، لكنه ليس الوحيد، فهناك الوازع الأخلاقي والتربية والقيم المجتمعية. لكن السؤال الأهم هنا: هل نتصرف بأخلاق لأننا نؤمن بها، أم لأن هناك قانوناً يفرض علينا الالتزام بها؟ ربما يكون القانون مجرد حاجز يمنع البعض من تجاوز الخطوط الحمراء، لكن في النهاية، الشخصية الحقيقية للفرد تظهر عندما لا يكون هناك من يراقب! فما رأيك؟ هل تعتقد أن غياب القانون سيكشف طبيعة البشر الحقيقية، أم أن هناك من سيظل متمسكًا بمبادئه بغض النظر عن وجود العقاب؟

في دين اسمه الإسلام .

ديننا يعلمك كل شيء في الحياة ويعلمك كيف تضبط أمورك .