" هل رأيْتُ يوْمًا شيْئًا يَحتَرِق ؟ ".
لَا بُدَّ أَنَّك لَاحظتْ أَنَّه فِي بَعْض الأحْيان يَبقَى ذاك الشَّيْء مُحافِظًا على شَكلِه إِلى حِين أنَّ تَلمسَه، وَهنَا يَنهَدِم دُفعَة وَاحِدة، هَذِه الحالة لَا تَرتَبِط على الأشْياء الجامدة فقط، بل تَنطَبِق عليْك أيْضًا...نعم انت أيضا تحترق.
تَغيرَت تصوُّراتنَا عن المجْتمعات التَّأْديبيَّة، اَلتِي وصفهَا "فُوكُو" سابقًا فِي المجْتمعات القديمة. إِذ لَم يَعُد المجْتمع يَتَوافَق مع هَذِه الرُّؤْية التَّأْديبيَّة اَلتِي اِعْتمَدتْ على تِقْنيَّات السَّيْطرة فِي مُؤسسَات مِثْل السُّجون والْمدارس والْمصانع والْمسْتشْفيات. بدلا مِن ذَلِك، ظَهَر مُجتَمَع جديد يُعَبَّرُ عَنْه بِمجْتَمع الإنْجاز. يَتَجلَّى هذَا المجْتمع فِي أَماكِن مِثْل صالات اللِّياقة البدنيَّة، وأبْرَاج المكاتب والْبنوك، والْمطارات، ومراكزُ التَّسَوُّق.
فِي هذَا المجْتمع اَلجدِيد، لَم يَعُد هُنَاك نَوَاة تأْديبيَّة تُسيْطِر على سُلُوك الأفْراد، بل أصْبحوا أَكثَر اِسْتقْلاليَّة وَقُدرَة على إِدارة أَنفسِهم. تَمَّ إِزالة الجدْران اَلتِي كَانَت تَفصِل بَيْن السُّلوك الطَّبيعيِّ وغيْر الطَّبيعيِّ، و أصْبَح الْأفْرادُ أَكثَر مُرُونَة وقابليَّة لِلتَّكَيُّف، و ظَهَر مَا يُمكِن أنْ نُسَمِّيه ب "ذات-الإنجاز". تحاول هذه الذات إنجاز مهام متعددة، و هنا تتعرض للاحتراق النفسي، و لا تستمتع بطعم الحياة.
هل تعرضت يوما للاحتراق النفسي؟ و ما الحلول المقترحة للتخلص من هذا الاحتراق؟
التعليقات