تعد أسطورة بروميثيوس من أكثر الأساطير الإغريقية إثارة للتفكير بالنسبة لي. الأسطورة اختصارا تحكي عن حدوث حرب بين الآلهة الإغريق وعمالقة التايتان، وانتهت المعركة بفوز الآلهة وقرروا التحالف مع بعض التايتانز واعطوهم قوى الآلهة فيما بعد.

وكان كبير الآلهة زيوس يمنع استخدام النار عند البشر لأنها بقدر ما يمكن أن تفيد البشر، ستجعلهم يصنعون الأسلحة ويشنون الحروب. وهذا ما لم يعجب بروميثيوس لأنه كان يرى البشر وهم يشعرون بالبرد والظلام يعميهم. وقرر بروميثيوس سرقة النار من الآلهة وإعطائها للبشر، مما أدى لازدهارهم بشكل كبير، ولكنه أدى أيضا للحروب التي كان يخشاها زيوس، ولم يختلف هنا البشر في تلك القصة عن طبيعتهم، فها نحن نشهد ثورة غير مسبوقة في التكنولوجيا، وبدلا من استغلالها وتسخيرها لإقادة البشرية، ها نحن ذا نجعلها تستغلنا وتضيع وقتنا فيما لا يفيد، والطاقة النووية ليست ببعيد كذلك، فقد استغللناها أسوأ استغلال بدلا من تسخيرها كمصدر دائم للطاقة البديلة، جعلناها أسلحة دمار شامل. لذلك حكم على بروميثيوس بأن يعلق على جبل للأبد ويهاجمه غراب ويأكل كبده ثم يتجدد ليظل في المعاناة الأبدية، وأعتقد أن عقاب بروميثيوس هنا لم يكن عقابا جسديا متلخصا في ألم تمزيق كبده مرارا، بل كان ألما نفسيا ليتذكر سلسلة الحروب والنزاعات التي أقحم البشر فيها والتي ستستمر للأبدية بسبب إدخال النار لهم

ماذا عنكم؟ هل تجدون أن بروميثيوس مخطئا لأنه فكر بعواطفه ولم يقيم النتائج أو المخاطر المحتملة بشكل كافي؟

وربما أكثر مثال تجسيدا بجانب ما ذكرت بالأعلى، هو الذكاء الاصطناعي، ومدى الفوائد التي حصلنا عليها منه، لكن يظل هناك مخاطر عديدة لدرجة أن المسؤولين يحذرون منها.