الإنسان بطبيعته انسان إجتماعي، يسعى دوما لإكتساب سلوكيات من الآخرين، لكن غالبا ماتكون بعض السلوكيات في طبيعته غريزية فطرية، ناتجة عن شخصيته المتجذرة في عمقه، وغير آهلة لتكون صفات مكتسبة من الغير، وقد تشخص من طرف أطباء النفس على أنها إعاقة نفسية، لكن هل ممكن أن يكون السلوك العدواني حتى على ذات العدواني؟

السلوك العدواني يتصف لدى الأفراد بعدم التعاطي أو الإحساس بإحتياجات ورغبات ومشاعر الآخرين وأظن أنه أقرب إلى إضطراب النرجسية في إحدى جوانبه، كما يشتركا في أن المضطرب يتسم بتعصبه لآراءه وحقوقه حتى على حساب الآخرين. هذا قد يجرنا للحديث عن نتائج هذا العدوان ومايلحقه بالآخرين من أذى نفسي أو مادي. ومن الصائب أيضا أن يقوم بإذاء نفسه، على سبيل المثال: أن يسب أو يقلل من نفسه كالشعور بالدونية أو عقاب نفسه، كالإمتناع عن الأكل..

وفقا للعلماء النفس يرون أن الأسباب الرئيسية في إصابة الأفراد بالسلوكيات العدوانية، هي مرحلة الطفولة كحالات التفكك الأسري التي تعمل على التأثير سلبا على طبيعة الفرد من الطفولة إلى الرشد أو حتى التجارب المريرة التي تعرض لها حيث أنها تعمل على توليد صراعات داخلية، وبها تدفعه إلى إنحرافات وانخراط تام في هاوية الخطر، إلى جانب الأسباب الأخرى كالإحباط، الحقد، الغيرة، القلق..

يعد السلوك العدواني ظاهرة خطيرة ودرب من دروب السلوك السلبي الذي قد يكتشه الأفراد عند تفاعلهم مع الآخرين، وغالبا مايؤدي إلى عاهات نفسية تدمر ذوات الأفراد وقد تعيق تكيفه مع المجتمع وتؤثر على علاقاته.

لذلك نطرح هذا التساؤل الذي نقع فيه جراء تشابك الأفكار هل العدوانية السلوكية، مجموعة ميول فطرية أم مكتسبة؟ وماهو السبيل لضبط والتخلص من هذا الشعور؟