لا أحب السير مع أيّ موجة، ولكن هذه المرة المسألة استفزت خطوطي الحمراء، وأول خط منهم هو خط الإنسانية.

أخي بالأمس حدثني عن قصة عامل النظافة الذي طُرد من محل كشري لمجرد أن ملابسه لا تتناسب مع رقي المحل، الموقف ليس مهين فحسب هذا الموقف وصمة عار على الإنسانية.

دعونا ننظر للأمر من زاوية أخرى أليس عامل النظافة هذا مهمته الأولى والأخيرة تنظيف القاذورات التي ألقاها هؤلاء الذين طردوه من المحل؟ أليست مهنته مهنة شريفة؟

الطبقية والعنصرية وجهان لعملة واحدة، ولكن مستحيل أن تتواجد عملة كهذه في مجتمع متدين وعطوف كالمجتمع المصري حتى ولو كنا في مجتمع بيروقراطي تسوده الطبقية والعنصرية فلن يفعلوا هذا الفعل المُشين أبدًا لأن الإنسانية ستتغلب حتمًا على كلاهما -أو هكذا أتمنى- أعلم أننا لا نعيش في اليوتوبيا؛ فالمدينة الفاضلة لا وجود لها، ولكن الإنسانية ستظل موجودة دائمًا وأبدًا. ومجرد حدوثه هو مؤشر مجتمعي غير مبشر ويستحق الوقوف ونقاش الأمر.

دعونا ننظر للأمر من زاوية الأسباب والنتائج

ما الدافع الذي جعل هذا العامل يتخلى عن إنسانيته ويطرد عامل النظافة في حين أن الموقف مؤلم له أيضًا -والله أعلم بما في النفوس- فالبشر حتى وإن كانوا قساة القلوب إلا أنهم لن يطردوا شخصًا جاء ليأكل حتى ولو كان متسول إذن ما السبب وراء هذا السلوك العجيب؟ ربما السبب هو الخوف على لقمة العيش فهو تخيل أن وجود عامل النظافة في المحل سيؤثر على سمعة المحل وربما فكّر أن الزبائن سيستاءون من وجوده مما سيدفع مدير المحل لتوبيخه وربما طرده من العمل.

هذا هو أكثر سيناريو واقعي حدث في عقل هذا الموظف قبل طرده لعامل النظافة، ولكن هل سنتخلى عن مبادئنا الإنسانية من أجل الحفاظ على مصدر رزقنا؟

السبب الأخر والسيناريو الأسوأ هو انعدام الإنسانية وتحجر قلوب البشر والطبقية الفكرية التي أصبحت نهجًا

تعددت الأسباب والنتيجة واحدة مع الأسف، والآن حدثوني عن آرائكم أصدقائي ما الذي أوصلنا لهذه المرحلة من التعامل، دعونا نناقش الأسباب وطرق المعالجة؟