كل او معظم الشعوب العربية هي شعوب محافظة ومتدينة وبما فيهم مجتمعي
ولكن ما لاحظته ان الشعب المصري شديد التدين والهوس بالدين
ما سبب ذلك؟ وهل هذه ظاهرة حديثة ام انها متأصلة منذ القدم؟
لا أعتقد أن الشعب المصري في توسطه متدين ولكنه أولًا يميل لاستعراض بعض الظواهر الدينية(التي لا تعبر دائمًا عن الدين) وثانيًا فهو مجتمع محافظ بشكل كبير.
أما سبب ذلك فلا أعلم بصراحة ولكن هناك من يرجحونه لما يسمى بالحركة الوهابية التي استهدفت إحياء الدين في مصر في القرن الماضي ونجحت في ذلك إلا أن أكثر ما بقي منها الآن مجموعة من المظاهر التي ترينا فقط أنهم متدينون لكن الحقيقة هو فهم للدين مخلوط بفهم مجتمعي قد عفا عليه الزمن.
اختلف معك تمام الاختلاف في رأيك سيدي ونظرتك، المجتمع المصري أبعد ما يكون عن الدين الصحيح السليم القويم. ربما هم مرتبطين بشعائر معينة مختلفة، وتجدهم يعيشون فيها بأرواحهم وخلجاتهم، ولكن إن تأملت أغلب تلك الشعائر فستجدها إما بدعة أو لا أصل لها من الدين، كالموالد، والتبرك بالأئمة والقبور، وغيرها من الشعائر الأخرى المشابهة.
إن الفجوة بين الدين وبين المصريين صارت لا قرار لها أو آخر، وهذا لا يتمثل في الجرائم التي تندى لها الجبين في الآونة الأخيرة، سواء جرائم القتل أو الشرف وغيرها، ولكن حتى في أبسط أفعالهم تجد بعدًا تامًا عن الدين، الوشم مثلًا صار اكثر انتشارًا بين الشباب بصورة فجة، وبطريقة مستفزة، بل والكثير منهم يحاول أن يجعل الأمر مصبوغًا بصبغة دينية أو محللًا.
العديد من الأفعال التي كنا نعرف منذ عقد من الزمن تقريبًا أنها لا تحل دينيًا صارت أمور طبيعية ومستسغاة، والغريب هو من لا يأتي بها لا العكس
انا اختلف معك تماماً ،
لا اعتقد أن شعوبنا العربية الآن في وعي ديني صحيح إنما هو تمسك بالعادات والتقاليد التي يعتبرها البعض أهم من الدين نفسه ، وللأسف اعتقد أننا الآن في حاله تدهور غير مسبوق وبعد كبير عن اللّٰه نحن بحاجة إلى التمسك بالمعتقدات اكثر من أي وقت مضى.
هناك هوس ديني قوي (وليس فقط تدين) يكفي القاء نظرة على تعليقات ستجدها معظمها دينية او مرتبطة به
وللأسف اعتقد أننا الآن في حاله تدهور غير مسبوق وبعد كبير عن اللّٰه
غير صحيح! العرب منذ الثمانينات يعيشون في حالة صحوة دينية قوية ابرز مثال على ذلك هو قوة الجماعات الدينية والالتزام بالصلاة وكثرة الحجاب وغيرها, المجتمع العربي كان اقل تدينا في الفترة الممتدة من الثلاثينات لحد منتصف السبعينات في المدن كانوا المحجبات اقلية وعدد الجوامع اقل بكثير من مثيلاتها اليوم.
لا اعتقد أن ما قلته يصف واقعنا في شيء، وما أراه أن بلادنا العربية مرت بمنحنيات وتقلبات فيما يخص الوعي والإلتزام الديني وليس كما ذكرت أنت حالتين فقط، ارتفاع وانخفاض ولا أعلم لماذا حصرت مقارنتك بحقبتين زمنيتين فقط، فحتى الدولة الإسلامية مرّت بأحوال مختلفة فيما يخص الإلتزام الديني والتدين والقارئ في تاريخ الدول الإسلامية كالدولة الأموية والعباسية يلاحظ ذلك .
وأعتقد أن مرحلة الإستعمار كانت بداية الإنفتاح والإبتعاد عن الدين، فمثلاً في بلدي وأثناء الإستعمار البريطاني كان يشيع طراز المظهر الإنجليزي، فكان النساء يرتدين الزي المتعارف عليه بين النساء الإنجليزيات عوضاً عن الزي القومي للبلاد والذي يشتمل على تغطية الجسم والرأس، لذلك عندما تقارن حالنا الآن بتلك الفترة ستشعر بأننا أكثر إلتزاماً .
أيضاً بالنسبة لزيادة عدد المساجد والمحجبات فهذا نظراً لإزدياد عدد المسلمين ولله الحمد، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن الكل متدين، فقد تجد المساجد بكثرة ولكنها خالية من المصلّين، ولا أدّعي أننا اليوم أصبحنا أكثر ابتعاداً عن الدين ولا أسيء الحكم على المسلمين ولكن بالفعل هناك مظاهر واضحة لذلك من البعض .
لا أُنكر ان فترة الثمانينات كانت صحوة دينية جيدة ولكنها ليست إلا وعي بسيط بسبب التكنولوجيا الحديثة بعد سقوط الدولة العثمانية التي كانت في أواخر عهدها خراباً عارماً ترك وراءه الكثير من الجهل ، ففترة الخلافة الراشدة كان الإسلام الحق البعيد عن البدع هو المنتشر ليس فقط الامور الظاهرية والأساسية مثل الصلاة و الحجاب التي بدأت تختفي الآن ، ولا تنسى ان اغلب الملتزمين بالزي الشرعي هو بسبب المجتمع وضغط الأهل وما الى ذلك والفئة الملتزمة بقناعة هم اقليه ،أما بالنسبة للصلاة فهي عامود الدين ولا يمكن اعتبارها هوساً بأي شكل من الأشكال فكل الديانات السماوية تلتزم بصلاتها الخاصة
لماذا تشعر أن التدين شيء سلبي؟
التعليقات