لعل طرحي هذا قد ينال نقد الكثيرين من المتحيزين للجانب النسوي البعيدين عن الحياد بداية لاحظت انتشار ما يمكن ان نسميه صغر القل بين المراهقات الاناث خصوصا في مجتمعاتنا العربية بحيث لا اكاد ارى الا من تجرعت بها هذه الافكار ولو قليلا فمثال بسيط عندما تسأل فتاة في بداية سن المراهقة عن احلامها سوف تجيبك انهى تتمنى ان تعيش في حقل اخضر يمتلأ ورودا وسكينة تلبس رداءا ابيضا فضفاضا وتركص بحرية او تلك الاخرى التي تريد ان تتعلم الجيتار وتعيش بسهول سويسرا بطوخ صغير تعزف الموسيقى او التي تحلم ان تعيش في كوريا لانها تظن ان الحياة هناك عبارة عن افلام الحب الكورية والحفلات سؤالي هنا هل معظم فتايات هذا العصر صغيرات العقل لهذه الدرجة حتى ان يظنو ان الحياة عبارة عن فيلم او رواية ليس بها من الجد والعمل
المراهقات والتأثر بالافلام
ماذا إن سألنا مراهقًا نفس السؤال؟ سنجد الإجابة أنه يتمنى أن يصير لاعب كرة كمحمد صلاح، وربما مغنى مشهور كحمو بيكا أو ويجز، أو من يشابههما.
إن التفاهة التي تتمثل في المراهقين، تشمل الصبيان والفتايات على حد سواء، وليس فئة دون الأخرى. والأحرى هي توجيه القوة لإصلاحهم جميعًا دون تفرقة.
سأحدثك بكل حياد وواقعية عني، فقد كنت من تلك الفتيات الحالمات اللاتي يعشن بين أحداث فيلم خيالي مثير، وكانت تلك الرغبات تتداخل مع رؤيتي المستقبلية لما أريد ان أكون عليه مستقبلاً، ولكن مع الوقت والنضج بددت كل تلك الأوهام وسيطرت على تأثير ما أشاهده عليّ، ورسمت حدوداً غليظة بين الواقع والأفلام والمسلسلات، وبين الخيال والحقيقة، وأعتقد أن هذا مصير كل فتاة بعد ان تكبر وتنضج وتتعاطى مع معطيات هذه الحياة وتجاربها، ستعي أن تلك الخيالات والقناعات التي كانت تتمسك بها لم تكن إلا نتاج ما ورد إليها في تلك المرحلة العمرية وسيصبح الأمر طريفاً بالنسبة لها.
أما بالنسبة لنقطة تأثر الإناث أكثر من الذكور فهذه لا علاقة لها بنسوية أو غيرها، بل إن الدراسات تؤكد ذلك وطبيعتنا نحن الإناث تؤكد ذلك، ويتضح الأمر في السينما فعندما يأتي مشهد واحد مؤثر، تجد فتاة تتساقط الدموع من عينيها بجانبها شاب جامد الملامح يتابع بصمت، وهذا لا يعني بالضرورة أن التأثر بالأفلام والمسلسلات محصور بالنساء أو المراهقات فقط بل بالتأكيد يوجد بين الرجال والمراهقين شريحة لا بأس بها تتأثر بالمسلسلات والأفلام على نحو آخر ونسمع كثيراً عن جرائم يكون أبطالها مراهقين أرادوا تقليد بطلهم المفضل في المسلسل !
كلنا يحلم وكلنا يعشق الخيال وغناء النفس فمالخطأ في ذلك اخي انس. هل من الخطأ ان نحب الطبيعة الساحرة التي خلقها الله في الكون. نعم اخي توجد الكثير من الاماكن ذات الطبيعة الجميلة الخلابة في هذا العالم الفسيح انه ليس افلاما او خيال بل هو الجمال الطبيعي الذي خلقه الله تعالى في هذا الكون لنشاهدة ونتأمله ونتعلم منه. هل يجب ان نتدخل ايضا في احلام الناس والعباد ماهو الضرر الذي سوف يقع عليك اخي من تمني شخص ما ان يعيش في كوخ جميل صغير امام جدول ماء وحوله الجبال والازهار .
هل سوف يأذي احد ذلك ما هو الضرر الي سوف يقع على المجتمع من حلم بريء!
اتفق معك انه يجب ان يعمل الانسان ويكد ويتعب من اجل لقمة العيش والبقاء ولكن مالضرر في الاحلام الجميلة البريئة.
برأيي الافضل ان يكون الانسان عمليما بعيدا عن الاحلام التي ليس لها جدوى سوى تشتيت الذهن اضافة الى انه من اين سيكون لها مصدر دخل وهي تعيش في الجبال مثلا
اخي انس ما الضرر اذا اعطتك الطاقة الايجابية وملئت نفسك وروحك بغنى الجمال وفن الطبيعة.
قد تستغرب ولكن هذا حقيقي ليس كل ناس يسكنون المدن المليئة بالعمائر وناطحات السحاب والمصانع ولكن هناك الكثير من الاقوام والقبائل من يسكن الجبال ويعمر الارض ويزرعها ويعمل بشتى الاعمال الزراعية وتربية المواشي والنجارة والكثير من الاعمال الاخرى.
قرى تقع في اعالي جبال الصين
قرى حول الجبال في اليابان
صور متعددة لبيوت فوق التلال والجبال في سويسرا
كلامك جميل لكن يناقض ما يتمنونه هن بحيث لو لاحظت ان معظم المذكور اعلاه هم قرى (جماعة من البشر) بينما هن يردن بيت واحدا وانا لا اظن ان شخصا وحسدا قد يكون قادر على الحياة ناهيك عن الجنون الذي سيصيبه من ذلك وبالنسبة للصور اخي معتز فهي في غاية الجمال جعلتي افكر بالتخطيط لرحلة في الطبيعة
المراهقة هي مرحلة انتقالية ، من تعريفات المراهقة "والمراهقة مشتقة من الفعل يراهق, أي يبلغ أو ينتقل من مرحلة الطفولة إلى النضج"
طبعا أي مرحلة انتقالية هي مرحلة حساسة ، الدراما بشكل الخاص والأعمال "الفنية" بشكل عام ، نعتبر مؤثر من المؤثرات ، لهذا من الطبيعي أن تجد أثر هذه الدراما على أفكار المراهقات والمراهقين.
هذا مع الإنتباه إلى أن الأعمال الفنية هي نوع من الغزو الفكري والثقافي ،والعمل الفني حتى يكون كذلك لا يمكن إلا أن يحتوي على الكثير من المبالغات والأمور الغير واقعية وهنا تكمن الخطورة، وأي دولة تحترم شعبها يجب أن تمنع تلك السموم عن شعبها خصوصا المراهقين والأطفال.
أنت هنا تتحدث عن المراهقات حصرًا أي الفترة العمرية بين 13-18 وهي الفترة التي يبدأ الإنسان فيها بالتشكل ونعم قد يكون لديهن بعض الأحلام التي لم تختبر الواقع بعد ولكن ما المشكلة؟ فهن ما زلن مراهقات ينقصهن الكثير من الخبرة التي تجلبها الحياة عاجلًا أم أجلًا.
والأمر منتشر بين المراهقين أيضًا. ولكن كي أكون محايدة قد أكون أن تحمل المسؤولية كفكرة منتشر بطريقة أوسع بين المراهقين الذين يلقنون منذ اليوم الأول بأهمية أن يتعلموا ليحصلوا على عمل ويفتحوا بيتًا مثلًا.
الأمر ليس صغر عقل بل علامات مرحلة يخرج فيها الإنسان من الطفولة إلى الكبر ويراقب ويتعلم العالم وبالتالي يغير من قناعاته وآراءه إلى أخره وبالطبع سيتأثر بالبيئة المحيطة به وما يتعرض له من أعمال فنية ولكن هذا لا يعني صغر عقله ولا يعني أنه سيبقى حالمًا إلى الأبد.
لكن يا امنية هذا العمر لا يعد الشخص صغيرا بحيث هو بالغ بالاسلام ومكلف وبل كان الناس يتزوجون بهذا العمر فبتفسرنا لهذه الامور بوصفها مرحلة انقالية هو بمثابت دعم لهم اليس كذلك
كان الناس يتزوجون بهذا العمر
نعم كانوا يتزوجون لكن هذا في بيئة أخرى وعصر أخر كانت العوامل المؤثرة على الفرد مختلفة تمامًا فيه وكذلك الأعمال الفنية.
وأنا لا أدعمهم هنا بالعكس بل أرى أن الإنسان يجب عليه أن يكون واقعيًا ويتحمل المسؤولية منذ اللحظة الأولى وهذا يتم عن طريق توعية الأطفال بمفاهيم كثيرة عن الحياة يعرفونها بالصدفة وإدخالهم عالم العمل والمسؤوليات بدل الترفيه المبالغ فيه.
لكن رغم هذا فأنا أرى كيف قد يكون شخص في هذه السن متأثرًا بأمر مشابه ولا أحكم عليهم بصغر العقل بل قلة خبرة والتجارب.
التعليقات