على الرغم من تطوّر الفكر النقدي للإنسان على مدار ملايين السنين، فإن البشر لا يزالون يعتمدون على العواطف في اتخاذ القرارات. 

فبغض النظر عن التحليلات التي نقوم بها وقائمة المزايا والعيوب التي نكوّنها في عقولنا عن هذا المنتَج أو غيره فإن البعض يقولون أن قرار الشراء يتأثر بالعاطفة، والحقيقة أنه ليس مجرّد تأثير، بل أن العاطفة تستحوذ على الجزء الأكبر من دوافع شراء منتج معيّن. 

  • بحث الطبيب أنطونيو داماسيو 

وفيما يخص هذا الأمر، فإن أستاذ علم الأعصاب بجامعة جنوب كاليفورنيا ( الطبيب أنطونيو داماسيو ) قد أجرى بحثًا على الأشخاص الذين يُعانون من ضعف عاطفي، ولكن مناطق التفكير النقدي في أدمغتهم لم تتأثر. 

وعلى الرغم من قدرة هؤلاء الأشخاص على معالجة المعلومات والتفكير النقدي، إلّا أنهم لم يتمكّنوا من اتخاذ القرارات، لأنهم بكل بساطة كانوا يفتقرون إلى الإحساس بما يشعرون به تجاه الاختيارات الموجودة أمامهم. 

حتى عندما يتعلّق الأمر بقرارات بسيطة مثل (ماذا تأكل؟) فإنهم يؤكّدون أنهم قادرون على معرفة ما عليهم فعله وبأن عليهم اختيار طعام محدد، ولكنهم لا يزالون غير قادرين على الوصول إلى خيار نهائي. 

  • تجربة الرنين المغناطيسي على الدماغ 

وفي تجربة أخرى تم التأكد منها أكثر من مرة، أظهرت اختبارات الرنين المغناطيسي، أنه عندما يقوم الأشخاص بالتفكير في المنتجات والعلامات التجارية فإن منطقة limbic system ( وهي المنطقة المسؤولة عن المشاعر والذكريات ) تضيء، بينما مراكز معالجة البيانات وتحليلها في أدمغتنا لا تتحفّز. 

وهو ما يؤكد حقيقة أن معظم القرارات التي نتّخذها هي قرارات عاطفية وليست عملية. 

حسنا، يمكننا التساؤل الآن عن : 

  • ماهية تلك المشاعر وتأثير كل منها

رغم تعقّد مشاعرنا إلا أن الأبحاث من جامعة جلاسجو تشير إلى أن قراراتنا في النهاية تنبع من 4 مشاعر أساسية، وهي: 

  1. السعادة 
  2. الحزن 
  3. الخوف 
  4. الغضب.

فالشعور بالخوف أو الغضب من أكثر المشاعر التي تحفّز الناس على اتخاذ القرارات للقيام بفعل ما، وهي ما يستخدمها القادة والزعماء في تحفيز جنودهم للقتال، أتدرك إلى أي مدى يصل التأثير ؟ 

والسعادة تحفّز الناس على المشاركة، تذكّر الأمور المُضحكة والسعيدة التي شاركتها مع أصدقائك اليوم. 

والحزن يجذب الانتباه، ويزيد الفضول لديهم، فمثلا: تشير الأبحاث إلى أن الأخبار التي تحتوي على كلمات ذات دلالات سلبية تميل إلى جذب الإنتباه أكثر من الإيجابية بمعدّل 63% 

والآن، بعدما تعرّفت على دوافع اتخاذ القرارات لدى الناس، هل لاحظت هذا الأمر على نفسك من قبل؟ وهل تستخدم العاطفة في التأثير على الآخرين في مجال عملك؟