ان الشبكه العنكبوتية ممكن ان تكون خطرا عظيما على المعلومات التى يتيحها الفرد منا على اى من الاجهزة المتصلة بالشبكة العنكبوتية ولكن يبقى ان هذه الشبكه لا يمكن ان تصل باى حال من الاحوال الى مايجول فى خاطرك اوماهو مكنون فى داخلك مالم تريد البوح به. وعلى الرغم من تطور علم الباراسيكولوجى والذى اول من وضع لبنة فى اساسه كان العالم فريدرك مايرز عام 1882 وهوانه يمكن الوصول اونقل معلومات من عقل انسان الى اخر، وعلى الرغم ان البحث في هذا المضمار لعلماء الفيزياء غيرهم هوالوصول الى ماهية "التخاطر" وكيف يمكن ان يكون امرا اعتياديا كسيلة تواصل بين الناس كما التليفون او المحمول وبهذا لن تكون هناك الحاجه الى انشاء اقمار صناعية ولا شبكات اتصالات. وقد كان اخر كشف فى العصر الحديث للعالم جانزفيلد سنة 1974 وهى القدره على الوصول الى نقل معلومات من عقل انسان ولكن التجربه نجحت بنسبه لم تكن مرضيه للعلماء . وقد قام العلماء بتقسيم عملية التخاطر الى ثلاث انواع : التخاطر الغريزى والتخاطر العاطفى والتخاطر الروحى وتحدثوا عن هذه الانواع دونما يذكروا ان ثمة رابطا بين هذه الطوائف الثلاث. ان الجين الذى يستطيع وحده ان يجعل من خلية جذعية او بويضة منقسمه الى ان "تتعضى" بمعنى ان تعطى خلايا مختلفة عن الام تمام الاختلاف شكلا ووظيفة، وليس هذا فقط بل هذه الخلايا تطور لتعطى اعضاء بها مئات الالاف من الخلية المحوله او المطوره ثم تتكامل هذه الالاف من الخلايا لتقوم بوظيفة واحده مثل الكبد او الطحال او القلب او خلافه كلهم نشئوا من خلية واحده ولكنهم اختلفوا شكلا وتركيبا. اذا من هو الاعب الاساسى فى هذا الامر انه الجين الذى استطاع بعبقريته ان يحول خيط واحد الى صنوفا من انسجة مختلفة ذات وظائف مختلفه ليس هذا وفقط بل ربط تلك الانسجة بعضها البعض بجهاز اعظم واشمل ليضمهم جميعا فى النهايه فى بوتقة واحدة تعمل تحت نظام واحد سواء كان هذا النظام الضام هو الشبكه العصبيه او الشبكه الدوريه. هل يستطيع العلم ان يعلم كيف تجمع اصناف التخاطر الثلاثه فى اشكال مختلفه رغم انها من فعل الجين، وهل الجين يمكن ان ينفذ من عقل الى عقل لكى يقرء ويفهم مايكنه احدنا. هل الجين له قدرة على النفاذ عبر الاجسام كما يستطيع الليزر ان يخترق الاجسام؟ هل الجين ممكن ان يكون فوتونا او شبه افوتون فى حالته الفيزيائيه له سرعة كسرعة فوتون الليزر ومتخفى لا يراه الناظرون؟ هل الجين ممكن ان يتسامى من خلية احدنا حتى يسترق  او يخترق عقل انسان اخر فيعرف اسراره واخباره؟ الاجابه تحتاج منا ان نعرف ماهو التخاطر اولا، ان كلمه التخاطر (Telepathy) يونانية الاصل لها اكثر من الفى عام وهى اى الكلمه مكونه من مقطعين تيلى وباثى ومعناها التاثيرعن بعد، والتخاطر لا يقتصر فقط على عالم البشر بل يتعدى الى عالم النبات. فحينما يريد نبات ان يحافظ على المساحه المنزرع فيها والممتده فيها جزوره والتى له السيادة عليها فانه يفرز موادا تقتل نباتات اخرى قد تاتى لتزاحمه المكان والغذاء وهذا ايضا معروف فى عالم الحيوان وكيف ان بعض الحيونات تفرز روائح تنتهى عند حدود ماتملك او تستعمر وكل هذه محكوم بجينات. وهذا التخاطر فى عالم النبات يسمى ب (allelopathy) وهى كلمة يونانية ايضا لها نفس القدم وهى التخاطر بين النباتات، فيعلم النبات المسيطر على المكان ان نباتا اخر يريد ان ينموا بجانبه فيرسل جيناته لتعرف مكامن ضعف هذا النبات المستجد ثم لا يمهله حتى يخرج الدفاعات المتخصصه التى تقضى عليه. وهذا التخاطر لابد من وسط ينقل عبر النبات المرسل والنبات المستقبل. وقد اكتشف العلماء ان هناك تخاطرا اخرى يجرى بين انواع من البكتريات التى تنموا فى التربه، فبعض هذه البكتريات قد يمنح اجهزة دفاعه او نسخه منها الى اخرى لا تمتلك هذه الدفاعات كى تنموا وتستعمر المكان (تبادل البلاذميدات بين البكتريات). واين هذا الجين من تجربة العلماء الروس على بيض الضفدع وبيض السمندر الملقحتين المقسمتين حينما مرورا اشعة الليزر على بيضة السمندر فاخترقها وسار شعاع الليزر حتى اخترق بيضة الضفدع ثم حضنتا البيضتين حتى خرج الصغار فبيضة السمندر اعطت سمندر وبيضة الضفدع اعطت سمندر هى الاخرى، كيف؟ كان تفسير العلماء ان فوتونات اشعة الليزر هى من حملت المعلومات الوراثيه من بيضة السمندر الى بيضة الضفدع فغيرت التراكيب الجينيه لبيضة الضفدع الى تراكيب جينية للضفدع. اذا كانت الفوتونات هى من حملت المعلومات الوراثيه فكيف بالمعلومات الوراثيه المنقوله ان تسيطر وتهيمن على الجينات الموجوده وتحل محلها احلال تام؟ ولما العجب والفيروس يعمل ذلك في الخليه التى يصيبها، يخترقها اولا ثم يقرء محتواها واسرارها وكيف يسيطر عليها ثم يهيمن عليها ثم يجبرها ان تصنع منه نسخا ثم يدمرها لينتقل الى غيرها وهكذا. فكيف عرف الفيروس اسرار خلية العائل وكيف تخاطر مع جيناتها وعرف مناطق القوه والضعف وعرف كل اسرارها حتى تمكن منها؟ هذا التخاطر ربما بدأ قبل ان يدخل الفيروس الى الخليه، فهو دخلها بحيله وهذه الحيله هى معرفة اسرار قوتها وضعفها ومن اين وكيف يمكن ان يتغلب على كل دفاعاتها ثم يدخلها. هل التخاطر الجينى يفعل ذلك يؤثر عن قرب او عن بعد؟ ولو كان هذا البعد مكان وزمان، فقد نرى ذلك فى هجرة الطيور والاسماك حينما تهاجر الاباء الاف الاميال لتضع بيضها فمنها من يعود ومنها من يموت ولكن الصغار بعدما تنضج تعود الى الموطن الاصلي للاباء، هل جينات الصغار تخاطرت مع جينات الاباء الذين عادوا بسلام فاعطوهم خريطة العوده وكيفية الملاحه للوصول اليهم؟ هذا للصغار الذين لم تمت ابائهم فما حال الصغار الذين مات ابائهم فى طريق العوده كيف يعودون هل بالتخاطر مع رفات الاباء؟ ام ان هناك انواعا اخرى من التخاطر لم تكتشف بعد. هل الجين اعطى الابناء بوصلة العوده التى سلكها الاباء لكى يبقيها منسوخة فتعطى للابناء كى يعودوا موطن الاباء. العلماء اطلقوا على هذه الظاهره اسم " الذاكره الجينيه" فلعلنا نسال العلماء واين هى؟ واين توجد هذه الذاكره الجينيه؟ هل تخاطر العلماء فى اماكن متباعده وازمنه مختلف كتخاطر واتسون وكريك الذين اكتشفوا تركيب الحمض النووى سنة 1950 بينما كان هذا التركيب مكتشف اصلا على يد العالم السويدى فريديرك سنة 1860 والعلماء الذين جاءوا بعده وسبقوا واتسون وكريك، من تخاطر مع من؟ ومن سبق من؟ انه تخاطر الجينات والجينات هذه وان كانت فى اشخاص من امريكا واخر من السويد فقد كانت عنهم نفس التخيل لتركيب الحمض النووى ولكن من وحد هؤلاء فكرا وهداهم الى هذا العلم والمنطق؟ انه الجين الذى هو اصلهم جميعا، فذاك الجين موروث من جدهم الوحيد ادم.  اذا كان رابط التخاطر بين المخلوقات وذلك لانه ليس مقصورا على البشر هو الجين فما هو مادة نقل التخاطر من كائن لمثيله؟ اذا كان التهاتف بالتليفون يحتاج الى الاثير لكى تتم نقل الكلام او المعلومه من شخص لاخر عبر الهاتف فان التخاطر يحتاج الى وسط يتم من خلاله تناقل المعلومه من شخص لاخر او من كائن لاخر. واننى ازعم هنا انه ليس هناك ثلاث انواع من التخاطر فقط وان حدوث التخاطر يحتاج الى وسط يوصل التخاطر بين المتخاطرين وانه لابد من ان يكون هناك توافق بين المرسل والمستقبل لتصل المعلومه كامله ويتم التخاطر. فلا تخاطر دون جين ولا تخاطر دون وسط ولا تخاطر دون توافق موجى بين المتخاطرين. ودعونا نسال بعض الاسئله فى نهاية هذا المقال:هل تناغم الجينات مع بعضها البعض رغم انهم فى جزر منعزله من تؤثر بعضها على بعض من بعيد يسمى هذا تخاطر؟. هل مايسمى ب (family genes) او العائلات الجينيه هى من تتكامل وتتخاطر من بعيد او قريب كى تعطى هذا التناغم؟ هل الجين يمكن ان يتخلل عقول الناس ويكشف اسرارهم؟ هل هناك طريقه حقيقة لجعل الشبكه الجينيه هى من تبقى وتختفى الشبكة العنقوديه التى لم يعد لها نفع فى وجود الجين؟ ام اننا سوف نصنع شبكة عنكبوتية اصلها جينى؟ شبكة لا تدار بطاقه ولا تخترق من هاكرز ؟ الاجابه فى المقال القادم لو كانت هناك حياة