هناك كلمات تجلب الهدوء، كلمات تجلب الشفاء، كلمات تقدم التشجيع وتحث على التغيير وتكافئ على الجهد، تساعدنا على العيش بحكمة أثناء عيش ساعات الحياة اليومية العادية، واكتشاف معنى الرضا والإشباع النابعين من تقدير المتع البسيطة والاستمتاع بها، من خلال التعمق في أغلى موضوعات الحياة وهو الإحسان مع الآخرين.

كان هناك رجل صاحب وجه مبتهج متورد، يقف بجوار عربة يد منزلية الصنع، مصنوعة من صندوق كبير الحجم مستقر فوق أربع عجلات وداخل الصندوق كانت هناك أوعية من القهوة الساخنة وأكوام من علب الكرتون المتنوعة، كان يدفع العربة أمامه ويتوقف بما يكفي لإعطاء القهوة للآخرين أو ليعد آخر بأنه سيعود لمساعدته، كان يهدأ المسافرين المنزعجين، والمزاح مع الأطفال، والضحك، والغناء.

إلى أن سأله أحدهم: "لحساب أي شركة تعمل؟"، وكانت إجابته بأنه لا يعمل لحساب أحد إنه يستمتع فحسب، ففي ديسمبر من كل عام يقضي إجازته لمدة أسبوعين في مساعدة المسافرين، إنه يعتبرها بمثابة فرصة عظيمة لمساعدة الآخرين ويرى أن الإحسان هو عدم القدرة على الارتياح في ظل وجود شخص يشعر بالضيق، وعدم القدرة على التمتع بهدوء البال عندما يكون أحد الجيران محملاً بالهموم.

إن الإحسان مهم، إنه شيء نستحق أن نتوق إليه، وأن نعيش الحياة من أجله، فالإنجازات الهائلة والأعمال الجديرة بالثناء قد تنقش على الحجر، ولكن أفعال الإحسان الهادئة الجميلة هي التي تنقش في القلوب.

يعتبر إظهار اللطف والإحسان من أساسيات الحياة الطيبة، وصنائع الإحسان ليس بالضرورة أن تكون كبيرة، بل غالباً ما تكون أفعالاً صغيرة تلقائية تتم بدون إعداد أو تخطيط، وواجبك اليوم هو أن تبحث عن فرص لإظهار الإحسان لمن هم حولك، ولأننا غالباً نفكر في العطاء على أنه الهدايا العينية التي نمنحها، لكن أعظم عطاء يمكن تقديمه هو العطاء من وقتنا، وإحساننا، وحتى المواساة التي نمنحها لأولئك الذين يحتاجونها لأننا ننظر لتلك الأشياء على أنها غير مهمة لحين احتياجها.

الإنسان يعبر الحياة مرة واحدة، لذا إذا كان هناك أي خير تستطيع فعله، أو أي إحسان تستطيع تقديمه لأي مخلوق، فلتفعله الآن لأنك لن تمر من هذا الطريق مرة أخرى.

                -ويليام بين

كن متواجداً عندما يحتاج الناس إليك، إذا جاءك أحدهم طالباً العون، فلا تقل له كان الله في عونك ثم تتركه، ولكن اعتبر نفسك أداة يسرها الله لمساعدته، فدائرة جزاء أفعال الإنسان الإحسان يقدم هدية للعالم بأسره وهو اكتشاف البنسلين،

عندما انطلقت صيحات النجدة، سمعها فلاح فقير وانطلق نحو منطقة المستنقع الخطيرة لمد يد العون وهناك وجد فتى يغوص في طين أسود كثيف كاد أوان إنقاذه يفوت ولكن تم بمساعدة الفلاح الفقير، وفي اليوم التالي طرق باب كوخ الفلاح سيداً ثرياً، وصل إلى المكان في مركبة فخمة، تساءل الفلاح المسكين في حيرة عن السبب الذي يجعل شخصاً له مثل هذه المكانة المرموقة يأتي إليه، وكان الرد على تساؤله سريعاً،

"لقد أنقذت ابني بالأمس، وأنا هنا لأعطيك مكافأة"، رفض الفلاح المال الذي عرضه عليه صاحب المكانة السامية، نظر السيد الراغب بشدة في إعطاء هدية تعبر عن امتنانه في أنحاء المسكن المتواضع حتى وجد فتىً صغيراً وقال: "سأساعد ابنك كما ساعدت ابني، سأحرص على أن يتلقى أرقى تعليم ممكن في البلاد، إذا سمحت لي باصطحابه معي" ابتسم الفلاح وقبل بهذا العرض.

تخرج ابن الفلاح من كلية الطب في لندن وبسبب المنحة التعليمية التي تلقاها من النبيل الثري، قدم ابن الفلاح بدوره هدية للعالم بأسره: لقد اكتشف البنسلين، حيث تعرضت حياة ابن النبيل الثري للخطر مرة أخرى، لقد كان يحتضر بسبب الالتهاب الرئوي، والمفارقة أن ابن الفلاح هو من أنقذه هذه المرة عندما وصف له البنسلين.